يحلّ في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام «اليوم الدوليّ لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضدّ الصحفيّين»، وتُستعاد معه ذكرى من ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الكلمة النزيهة والحقيقة.
هذا اليوم ليس مجرّد مناسبة، بل هو فرصة لتعزيز الالتزام بالعدالة لهؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، ولفضح القمع والانتهاكات التي تمارسها الأنظمة الاستبداديّة.
حين نستذكر ثورتنا «ثورة 14 فبراير» نستذكر أيضًا أولئك الإعلاميّين الذين قاوموا الظلم بأقلامهم وكاميراتهم، متحدّين بذلك آلة القمع. الصحفيّون أمثال «كريم فخراوي، وزكريا العشيري، والمصور أحمد إسماعيل» أصبحوا رموزًا لهذه الثورة، رموزًا للصوت الذي رفض أن ينكسر أمام محاولات الإخماد. فهم شهداء الفكرة والكلمة، والأرواح التي رحلت لتعلن أنّ الحقيقة لا تُدفن، وأنّ الصوت الحرّ يظلّ حيًّا في ذاكرة الشعوب.
لكنّ النظام الخليفيّ لم يكتفِ بإسكات الأرواح، بل عمل على خنق كلّ منفذ يمكن للحقيقة أن تُعلن منه. إغلاق صحيفة «الوسط» التي كانت الصوت المستقلّ للأمّة، يُمثّل جهدًا إضافيًّا في حربه على الإعلام الحرّ. وواصل النظام استخدام أدواته «التشريعيّة» مثل قانون مكافحة الجرائم الإلكترونيّة لتطويق حريّة التعبير، وملاحقة الناشطين الذين استخدموا الإنترنيت كأداة للتعبير عن آرائهم ومطالبهم.
رغم ذلك، تبقى جذوة الأمل مشتعلة في قلوبنا؛ لا يمكن لتلك الأساليب القمعيّة أن تطفئ النضال، ولا يمكن لها أن تلغي حقّ الشعوب في الحريّة والكرامة. نكرّر في هذا اليوم، عهدنا لشهداء الصحافة والإعلام، بأن نواصل العمل لتحقيق العدالة لهم ومحاسبة من انتهك حقوقهم، وأن نؤكّد أنّ الثورة لن تنتهي حتى نصل إلى وطن يحترم الإنسان وحريّته.
شهداء الكلمة سيبقون معنا في كلّ خطوة، كشعلة تنير طريقنا الصعب نحو حريّة التعبير، نحو العدالة الاجتماعيّة، ونحو كرامة لا تعرف حدودًا. سنستمرّ في هذا الطريق، حاملين شعارنا الدائم: الصوت الحرّ لا يُقتل، والحقيقة حتمًا ستنتصر. حتى يأتي ذلك اليوم الذي تُزهر فيه الحريّة والعدالة في وطننا، سنظلّ نقاوم الظلم، ونبني الغد الذي نحلم به للأجيال المقبلة.
		
		
		
		
		
		
                                                                    
                        		                    
										






![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين--150x150.png)











