نظّم المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ندوة فكريّة خاصّة لمناقشة إصداره «سيّد شهداء الأمّة وحراك البحرين» الذي أعدّه لمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيدين السيّدين «نصر الله وصفيّ الدين».
وقد شارك في الندوة الباحث السّياسيّ «أ. حسّان عليان»، والإعلاميّ «أ. محمد الزّبيدي»، وأدارها الشيخ «حسين رضا صالح»، الذين عملوا على تحليل منهج الشهيد الأقدس في نصرة المظلومين، ودعمه القضايا العادلة، كما تتجلّى في قضيّة البحرين وحراكها الشعبيّ الذي بدأ في فبراير ٢٠١١.
وقدّم الأستاذ عليان فكرة تمهيديّة عن دعم الشّعوب المظلومة والتضامن معها في قضاياها العادلة؛ كما تتجلّى في فكر الشّهيد الأقدس وخطابه، وبما يمثّله سماحته من نموذج للإسلام الحركيّ المؤمن بخط الإمام الخمينيّ الراحل.
ورأى أنّ ملف البحرين والاحتجاج الشّعبي فيها من أجل الحريّة والعدالة؛ من الملفات الصّعبة التي شكلت الميزان السيّاسيّ والأخلاقيّ لكلّ القوى والشّخصيّات في المنطقة والعالم، حيث قارب هذا الأمر مناقشًا- وكما وثّق هذا الكتاب محطّات أساسيّة منه-، حضور دعم ثورة البحرين والتضامن مع شعبها المظلوم في خطابات الشّهيد الأسمى، مقدّمًا شرحًا عن المنهجيّة التي اعتمدها الشهيد الأقدس في بناء الموقف وصياغة الخطاب في هذه القضيّة.
ولفت عليان إلى أنّ موقف الشّهيد الأقدس حيال قضيّة البحرين أدّى إلى ردود أفعال سلبيّة من النظام الخليفيّ، وكذلك أنظمة الخليج والدّول العربيّة، وانعكس ذلك في إجراءات انتقاميّة عدّة، مؤكّدًا أنّها لم تؤثّر في خطابه او تجعله يتراجع عن موقفه العمليّ والذي ظلّ يعلنه بكلّ شفافية.
وقال الأستاذ محمد الزبيدي في مشاركته إنّ القادة الكبار والعظماء لا يؤطّرون أنفسهم في الإطار المحليّ أو الإقليميّ فقط بل تكون رؤيتهم ومنطقهم عالميّين، وذلك نابع من الشعور العالي بالمسؤوليّة الدينيّة بدرجة أساسيّة التي تحتّم على صاحبها الارتباط والاتصال بكلّ ما له علاقة بهذه المسؤوليّة من: نصرة الحقّ، والوقوف بجانب المظلوميّة،
ومقارعة المستكبرين، وإيصال الحقّ للعالم، موضحًا أنّ التكامليّة في شخصيّة الشهيد لم تكن شيئًا غامضًا يحتاج إلى بحث بل كانت جليّة، وكان يملك أسلوبًا في الإقناع وقدرة على التأثير الجماهيريّ حتى صار أيقونة الحركات المقاومة في العالم (الوعي والفكر المقاومة بصبغته العالميّة).
وعن اهتمام سماحته بقضيّة البحرين لفت الزبيدي إلى أنّ ما كان يحرّك هذا القائد هو الشعور العالي بالمسؤوليّة الدينيّة تجاه ما تتعرّض له الساحات المكلومة، وقد قدّم في موضوع البحرين قدرة استثنائيّة على بناء سرديّات متماسكة تتعلّق بالحراك الشعبيّ، معلنًا موقفًا واضحًا مؤيدًا للحراك، كما وضع نفسه في مقام المدافع عن هذا الحراك عبر دحض كلّ ما يشيطنه أو يشوّهه، لذا لم تخلُ خطاباته من الكثير من العناوين: السلميّة، الحضاريّة، أحقيّة الحراك الشعبيّ البحرينيّ المستند الى أسبابه «الاستبداد السياسيّ – مصادرة الحقوق والحريّات»، أساليب تعامل النظام مع الحراك الشعبيّ السلميّ ومظاهره «وسم الحراك بالطائفيّة، اتهامه الارتباط بالخارج»، إشهار النظام لعنوان التدخّل في شؤون البحرين الداخليّة.
وقال إنّ حراك البحرين ليس حراكًا غارقًا في ذاته بل هو حراك وعي وحراك مسؤول (تظاهرات تضامنيّة مع فلسطين ومع اليمن)، واحتجاجيّ على مواقف النظام الذي من أبرز مشكلاته أنّه كان يشكّل ولاية من ولايات السعوديّة؛ أي لا يملك قراره، إلى جانب التهميش في التعاطي الإعلامي مع الثورة، مضيفًا أنّ حراك البحرين اتّسم بالمظلوميّة لسببين: الخذلان الحاصل لهذا الحراك، والتكالب والتكتّل الحاصل مع النظام الظالم، فالشعب كان يواجه منظومة ظالمة وليس نظامًا ظالمًا.
وأكّد الزبيدي أنّ منهج الشهيد الأقدس في نصرة المظلومين يستند إلى منهجيّة قرآنيّة إيمانيّة، وقد اعتمد في خطبه على تقديم رؤية واضحة للواقع، ورسم سيناريوهات لمستقبل الأحداث بناءً على معطيات دقيقة، ومبدأيّة الموقف التي لا تُخضع لأيّ من الحسابات، واستند إلى عناوين واقعيّة تتعلّق بأيّ حراك شعبيّ، على الرغم من أنّه كان يدرك الثمن الذي سيدفعه نتيجة مواقفه، فقد استُهدف حزب الله من تحالف شارك فيه نظام ال خليفة، ووضعه على لوائح الإرهاب.
كما شدّد على سلميّة الحراك الشعبيّ في البحرين وصعوبة شيطنته من النظام، ذلك أنّه حراك يملك متطلبّات النجاح من: التماسك الداخليّ، الالتفاف حول القيادة الحكيمة، الوعي الكبير في الإطار العمليّ، والنفس الطويل.
ونوّه الزبيدي إلى أنّه في اللحظة التي تموضع فيها النظام الخليفيّ، وبوضوح مع المشروع الأمريكيّ- الصهيونيّ كان تموضع الحراك الشعبيّ السلميّ لشعب البحرين حول مشروعه الوطنيّ التحرريّ، وهو ما راهن عليه السيّد الشهيد في عبارة قالها: الشعب البحرانيّ سيُكمل.






![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين--150x150.png)







