المحرّر من السجون الخليفيّة «الناشط محمد السنكيس»، شقيق الرمز المعتقل «عبد الجليل السنكيس»، معتقل سابق حُكم عليه بالسجن لمدّة 10 سنوات على خلفيّة قضايا سياسيّة، وتهم لفّقت له انتقامًا منه على مواقفه ونضاله مع الشعب، وكيف لا؟ وهو الذي ارتبطت صورتُه في ذاكرةِ الشعبِ بصورةِ الشهيدِ القائدِ المحرّرِ «رضا بو حميد»، وهو يحمله بين يديه بعد أن وقع مضرّجًا بدماه.
10 سنوات في السجن، لم تهن من عزيمة السنكيس، فالنضال من أجل حقوقه ظلّ مستمرًّا، ولطالما دخل إضرابات عدّة للمطالبة بحقّه الإنسانيّ بمحاكمة عادلة، ووجّه أيضًا للمعنيّين الكثير من الرسائل والتقارير التي تثبت تعرّضه للتعذيب، كما احتجّ كثيرًا على إهمال علاجه وعدم منحه حقّه في الطبابة وهو معتقل.
أُفرج عن السنكيس في أبريل/ نيسان 2024، ضمن ما يسمّى بـ«العفو الملكيّ»، ليبدأ خوض معركة ثانية بعد رفض إعادته إلى وظيفته في وزارة الأشغال، وذلك عبر اعتصام سلميّ أمام مبنى الوزارة؛ يحمل فيه يافطات باللغتين العربيّة والإنجليزيّة يطالب بحقّه في إعادته إلى عمله، و«رغيف خبز».
طيلة هذه الأشهر، والمحرّر السنكيس يعتصم سلميًّا، وأجهزة النظام تعتقله وتخضعه لتحقيق كلّه تهديد ووعيد، ولا تهمة عليه ليمكث في السجن، فيخرج مجدّدًا إلى اعتصامه و«رغيف الخبز» ومعركة «كسر الإرادة» المتواصلة.
«المحرّر الأستاذ محمد السنكيس» تكلّم طويلًا على اعتصامه في لقاء حواريّ خاصّ مع الدكتور إبراهيم العرادي ضمن برنامج «حديث البحرين»، يوم الإثنين 27 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025، وذلك تحت عنوان: «كسرة الخبز.. معركة العدالة والحقوق والكرامة»، مؤكّدًا أنّ اعتصامه هو حقّ مشروع له، فهو اعتقل وحوكم ظلمًا لا لجرم يمنع من إعادته إلى وظيفته التي هي باب رزق ليس له فقط بل لأسرته وأولاده، داعيًا كلّ الأسرى المحرّرين الذين يحول النظام دون إرجاعهم إلى وظائفهم إلى الاقتداء به، موضحًا أنّه حين اختار البدء بالاعتصام قرّر عدم التراجع عنه حتى نيل حقّه بالعمل الذي يحفظ كرامته ويؤمّن لقمة عيش كريمة لأبنائه.
«رجل الخبز» المناضل الحاج محمد السنكيس واحد من مئات المحرّرين من السجون الخليفيّة ارتأى أن يكون منبرًا لهم ليكشف معاناة واحدة ممّا يعانونه، في ظلّ استمرار تجاهل حقوقهم الإنسانيّة من وظيفة ومسكن وسفر وغيرها، امتدادًا للعقوبة خارج أسوار السجن واستمرارًا بسياسة التضييق الاقتصاديّ والاجتماعيّ عليهم، وهو يعكس صورة أبناء البحرين الجلّية الذين لا يتنازلون عن حقوقهم مهما بلغت التضحيات، فكلّما اعتقل الحاج محمد زاد إصرارًا على العودة إلى اعتصامه حتى نيل مطلبه الذي تضمنه كلّ الأعراف الإنسانيّة والدوليّة.







![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين--150x150.png)








