بسم الله الرحمن الرحيم
شكّلت حادثة الشّاب المفقود «عبد الله حسن يوسف» شاهدًا جديدًا على طبيعة علاقة آل خليفة مع شعب البحرين، فهذه الشّرذمة الإجراميّة لا تكفّ عن إنزال القهر والحرمان على أهل البلاد، تعبيرًا عن إمعانها في تطبيق قوانين السّخرة وحكم القبيلة الجاهليّة.
وفي الوقت الذي شقّ فيه شعبنا، على مدى عقود، طريق النّضال لإنهاء عبوديّة القبيلة الغازية، كان التحالف الوثيق بين هذه القبيلة وقوى الهيمنة والاستعمار بالمرصاد لكلّ نضال وطنيّ وشعبيّ يطالب بإقامة دولةٍ عادلة، وآخر ذلك ما حصل في ثورة 14 فبراير 2011 عندما أعطى الأمريكيّون والبريطانيّون آلَ سعود الضوء الأخضر، لإرسال جيوشهم لمساندة مرتزقة آل خليفة في قمع الثورة والتنكيل بشعب البحرين.
ونسجّل بهذه المناسبة العناوين الآتية في الموقف الأسبوعيّ:
1- عبّر أبناء شعبنا العزيز عن مشاعر الغضب الكبير بعد فقدان الشّاب «عبد الله» في عرض البحر نتيجة الاعتداء على مركب الصّيد الذي كان يبحر فيه مع آخرين سعيًا للرّزق، وهذه المشاعر الغاضبة هي تعبير عن مخزون كبير من السّخط والاستياء حيال ما آل إليه وضع الوطن والمواطنين من ظلامة وحرمان، وهم يجدون أنفسهم يومًا بعد آخر مطوّقين بأحزمة الفقر والتّمييز وجيوش المجنّسين، في حين يواصل نجل الطّاغية «سلمان» التطبيل لخططه في التنمية المزعومة، والسّكن الاجتماعي، وترويج أكاذيبه بتوفير آلاف الوظائف للعاطلين المسجّلين في وزارة العمل.2- لم نُفاجأ من استخفاف آل خليفة بأرواح أهل البحرين وشبابها، فهم لم يكونوا – في أيّ يوم من الأيام – ينتمون لهذا الشّعب وترابه، فمذ وطئت جحافلهم المسعورة هذه الأرض وهم يُمعنون في سلب أهلها واستعبادهم، وإجبارهم على الخضوع والولاء لهم تحت نظام العبوديّة. ورغم الجرائم التي نفذّها الغزاة ظلّ شعبنا يدافع عن وجوده وأرضه ودينه وعرضه، وكان ينتفض في كلّ مرّة – بوجه الاحتلال الخليفيّ وراعيه البريطانيّ، ويقدّم التضحيات الجسيمة في سبيل انتزاع سيادته على وطنه وحرّيته الدّينيّة والدّفاع عن كرامته. إنّ استهتار آل خليفة بمصير الشّاب العزيز، وإخفاء حقيقة ما حصل، وتهديد المتضامنين مع أهله القلقين؛ هو سلوك معتاد من كيان احتلاليّ ممتلئ بالإرهاب والكذب، ويكنّ العداء الدّفين لهذا الشّعب الأبيّ الذي يرفض الذّل والاستسلام تحت عباءة القبيلة الغازية.
3- إنّ السّعي وراء لقمة العيش الكريمة هو وجه من الجرائم التي تسبّبت بها هذه الطّغمة الفاسدة التي تحتلّ البحرين، فالمواطنون الأصليّون يضطّرون إلى الترحال بحثًا عن الرّزق برًّا وبحرًا، ويعرّضون أنفسهم وأهاليهم لمشاق الغربة ومخاطر السّفر، وكلّ ذلك لأنّ صبية آل خليفة يستولون على كلّ المناصب والخيرات لتوزيعها على المطبّلين والمرتزقة، ويصرفون أموال الشّعب على ملاهيهم ومسابقاتهم الفارغة، لإشباع أمراضهم النفسيّة والتعويض عن عقدهم في انعدام الكرامة والسّيادة.
4- إنّ عرق الكادحين في البحرين من أجل الخبز الحلال، وانتزاع الحقّ في العيش الكريم؛ من المعارك الشّريفة التي يخوضها شعبنا العزيز من دون ملل، ومن غير المساومة والقبول بالفتات مقابل الولاء للفاسدين. ومعركة الحقوق الاجتماعيّة والكرامة في العيش لا تنفصل عن معركة النّضال لانتزاع الحقّ السّياسي وإقامة نظام دستوريّ عادل، فهذه المظالم هي نتيجة لسيطرة صبيان آل خليفة على الدّولة ومؤسّساتها، وتحويلها إلى مزارع للمافيات وتقسيم الحصص على المرتزقة والمرجفين من العبيد والمجنّسين.
5- إنّ الواقع الملتهب في البلاد، وخصوصًا على وقع تصعيد الاحتجاج داخل السّجون بعد إعلان الحركة الأسيرة في البحرين خوض نضالٍ جديد من أجل انتزاع الحقّ الكامل في حرّية السّجناء غير المشروطة، وكذلك في ظلّ التآكل الخطر لسيادةِ الوطن بفعل ارتهان آل خليفة للصّهاينة والأمريكيّين؛ كلّ ذلك يدعو مجدّدًا إلى اتخاذ خطواتٍ متقدّمة وجريئة من جانب كلّ القوى الوطنيّة في البلاد، تلبيةً لدعوات شعبنا إلى إنعاش الحراك الشّعبي المعارض، ومن خلال مبادرةٍ وطنيّة جامعة تدافع عن مطالب الشّعب المحقّة، وعلى رأسها مطلب الدّولة الدستوريّة العادلة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير








![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين--150x150.png)









