نتأمّل محطّة مهمّة في مسار النضال، في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأوّل، وهي ذكرى يوم قرّر فيه «أصحاب المبادرة» الدخول في إضراب واعتصام مفتوح، ليُثبتوا أنّ الإرادة الشعبيّة أقوى من آلة القمع والتجويع.
رفع المعتصمون شعارًا بسيطًا ولكنّه عميق الدلالة: «سنستمرّ حتى تتحقّق المطالب»، معبّرين عن إصرارهم على المضي قُدمًا رغم صعوبة الظروف وقلّة التفاعل.
كانت تلك الأيّام محطة لإبراز الصمود، حيث ظلّت شعلة الأمل مضيئة رغم كلّ المحاولات لإخمادها، كانوا يدركون أنّ كلّ يوم يمضي هو خطوة إضافيّة نحو تحقيق العدالة، فكلّ لحظة من ثباتهم باتت درسًا للخلاص من الظلم وبداية لمسار جديد في طريق الحريّة، ذكراهم اليوم هي مناسبة لاستلهام العزيمة منهم وتجديد العهد للاستمرار في طريق الكفاح.
ما حدث في ذلك اليوم هو صفحة مشرقة في تاريخ النضال، حيث وقف المناضلون متّحدين، يدًا بيد، متشبّثين بالحقّ، وواجهوا سياسات القمع بعزيمة لا تعرف الاستسلام، كانت وقفتهم مثالًا للتضحية المرتبطة بالوفاء للمبادئ والقيم التي طالما طالبوا بها.
لا نعود إلى ذكرى تلك اللحظات لنندب الماضي، بل لنتعلّم منها كيف واجه آباؤنا التحدّيات بصلابة، وكيف رفضوا الاستسلام للقيود أو التخلّي عن آمالهم. كانت خطواتهم وقفة كرامة أظهرت أنّ الاعتصام والإضراب لا يُعدّان أدوات احتجاج فقط، بل وسيلة مشروعة للمطالبة بالحقوق في وجه أيّ محاولات للبطش أو التضييق.