جدّد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير دعمه الكامل للحركة الأسيرة في سجون البحرين، مؤكّدًا الوقوف العمليّ مع الحراك الاحتجاجيّ الجديد الذي يقوده السّجناء السّياسيّون تحت شعار «حقّنا ثابت»
، وأنّ ملف السّجناء سيظلّ قائمًا بكلّ أبعاده الحقوقيّة والإنسانيّة مهما واصل الكيان الخليفيّ استعماله في سياق اغتصاب الحقوق السّياسيّة والدينيّة لشعب البحرين، وابتزاز الأهالي والقيادات الوطنيّة.
وقال في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 20 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025 إنّ على الطّاغية حمد وأعوانه الظّلمة أن يعجزوا عن مواصلة الرّهان على كسر إرادة النّاس وسجناء الرأي، لأنّ الرّموز الرّهائن والسّجناء المغيّبين في الأقبية سيبقون على قوّتهم في التمسّك بحقّهم الأصيل في الحرّية الكاملة وغير المشروطة، ولن يتركهم الشعب وحدهم.
ولفت المجلس السياسيّ إلى أنّ الحركة الأسيرة في البحرين جزء ونتيجة لقضيّة كبرى وأساسيّة، وهي النَّضال من أجل انتزاع الحقّ السياسيّ وحماية الوجود الدّينيّ والثقافيّ لشعب البحرين، وكلّ الوسائل والتكتيكات المخادعة التي يستعملها آل خليفة لتمييع ملف السّجون – وبمشورة البريطانيّين والأمريكيّين وإدارة منهم – لن تجدي نفعًا في تفتيت صمود السّجناء وعزيمتهم، وستبوء بالفشل في دفع المعارضة إلى التّنازل والقبول بالمساومات الرّخيصة.
ورأى أنّ توالي الاحتجاجات والانتفاضات داخل السّجون، وعلى مدى سنوات ثورة 14 فبراير المجيدة، يعني أنّ شعلة الثورة لم تخمدها الأضاليل المكشوفة والخدع السّياسيّة والدّعايات الفارغة، ولن تخمدها، ولن تجدي في ذلك سياسة القمع والحديد والنّار وابتزاز الشّعب في عقائده ورموزه الدّينيّة.
واستهجن المسرحيّة التي يديرها المتصهين «سلمان الخليفة»، بخصوص توفير خيارات متعدّدة من الوظائف للعاطلين، واصفًا إيّاها بأنّها واحدة من الدّعايات المعهودة من آل خليفة الذين لا يعترفون بحقّ المواطنين المتساوي والكامل في الحياة العزيزة، والعيش الكريم، والمشاركة في الحكم، ويديرون أمور البلاد وثرواتها على طريقةِ الغزاة في توزيع الغنائم، والتفضّل على الأهالي الأصليّين بالفتات والمكرمات، موضحًا أنّ البطالة المستشرية، والحرمان من السّكن الملائم، وانتهاك كرامة المواطن؛ هي إفرازات طبيعيّة لأخطبوط الفساد والنّهب والمحسوبيّة والتّمييز والتجنيس الذي يخنق البلاد ولا سيّما منذ مجيء الطاغية حمد.
ولفت المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إلى تعمّد الطّاغية حمد استقبال السّفير الصّهيوني الجديد «شموئيل ريفيل»، في قصره بالصّافرية إمعانًا منه في إثبات عمالته للصّهاينة والأمريكيّين، وإظهارًا لعداوته المقزّزة ضدّ أبناء الشّعب الذي يواصل النّزول في الميادين على مدى أكثر من عامين نصرةً لغزّة وشعبها ومقاومتها، ودعمًا لجبهات الإسناد في لبنان واليمن، ومطالبة بإغلاق السّفارة الصّهيونيّة وإنهاء اتفاقات التّطبيع، مؤكّدًا أنّ هذا السّلوك غير مستغرب من الطّاغية الذي يعمل سرًّا وعلانية على استعادة السّيرة الدّمويّة لأجداده المجرمين الذين احتلّوا البحرين وسفكوا الدّماء وانتهكوا الأعراض والمقدّسات، ووجدوا ضالّتهم في العمالة للأجانب من أجل حماية حكمهم الجائر.
ودعا قوى المعارضة والفعاليّات الشّعبيّة والوطنيّة إلى تحمّل المسؤوليّة أمام التحدّيات والمخاطر التي تحدق بالجميع، وعلى كلّ المستويات الدّاخليّة والخارجيّة، والقيام بأدوار متكاملة لإدارة الصّراع القائم حقوقيًّا وسياسيًّا وسياديًّا واستعادة زمام المبادرة، والاستفادة العمليّة من الدّروس والعبر، وإجراء التقييم وإعادة الترميم
، وتجديد أدوات النضال الوطنيّ والمقاومة المشروعة، منوّهًا إلى ضرورة أن ينطلق ذلك من البوصلة الثّابتة في اتّجاه عدم التّنازل عن حقّ إسقاط منظومة الفساد والاستبداد والعمالة، وإقامة نظام دستوريّ عادل يحمي حقوق الشّعب وسيادته وثوابته الوطنيّة والدّينيّة والقوميّة.