صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يجدّد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير دعمه الكامل للحركة الأسيرة في سجون البحرين، ويؤكّد الوقوف العمليّ مع الحراك الاحتجاجيّ الجديد الذي يقوده السّجناء السّياسيّون تحت شعار «حقّنا ثابت»،
مشدّدا على أنّ ملف السّجناء سيظلّ قائمًا بكلّ أبعاده الحقوقيّة والإنسانيّة مهما واصل الكيان الخليفيّ استعماله في سياق اغتصاب الحقوق السّياسيّة والدينيّة لشعب البحرين، وابتزاز الأهالي والقيادات الوطنيّة.
إنّ على الطّاغية حمد وأعوانه الظّلمة أن يعجزوا عن مواصلة الرّهان على كسر إرادة النّاس والأحبّة سجناء الرأي، فهذا رهان خاسر ولن يجرّ إلّا الخيبة عليهم، لأنّ الرّموز الرّهائن والسّجناء المغيّبين في الأقبية سيبقون على قوّتهم في التمسّك بحقّهم الأصيل في الحرّية الكاملة وغير المشروطة، ولن يتركهم شعبنا الوفيّ وحدهم، وسيكون صوتهم القويّ المدويّ في كلّ السّاحات.
أمام ذلك نسجّل في الموقف الأسبوعيّ هذه العناوين:
1- الحركة الأسيرة في البحرين جزء ونتيجة لقضيّة كبرى وأساسيّة، وهي النَّضال من أجل انتزاع الحقّ السياسيّ وحماية الوجود الدّينيّ والثقافيّ لشعب البحرين، وكلّ الوسائل والتكتيكات المخادعة التي يستعملها آل خليفة لتمييع ملف السّجون – وبمشورة البريطانيّين والأمريكيّين وإدارة منهم – لن تجدي نفعًا في تفتيت صمود السّجناء وعزيمتهم، وستبوء بالفشل في دفع المعارضة إلى التّنازل والقبول بالمساومات الرّخيصة. وثقتنا في ذلك تنبع من إرادة السّجناء أنفسهم، ووعيهم الثابت والكبير لأصل الصّراع مع هذه العصابة الغاصبة العميلة، وأنّ الخلاص منها هو مقدّمة الحلّ الشّامل الذي يحرّر الأرض وأبناءها على حدّ سواء.
2- إنّ توالي الاحتجاجات والانتفاضات داخل السّجون، وعلى مدى سنوات ثورة 14 فبراير المجيدة، يعني أنّ شعلة الثورة لم تخمدها الأضاليل المكشوفة والخدع السّياسيّة والدّعايات الفارغة، ولن تخمدها. ومثلما أنّ سياسة القمع والحديد والنّار فشلت في إرغام النّاس على الاستسلام والعودة إلى منازلهم، كما أراد آل سعود المجرمون؛ فإنّ ابتزاز الشّعب في عقائده ورموزه الدّينيّة، والضّغط عليه من خلال مصادرة حرّية قادته وأبنائه في السّجون لن ينتهي إلّا بسوء عاقبة الخليفيّين، وافتضاح جرائمهم وعداوتهم الدّفينة لأهل البلاد الأصليّين، وعلى البغاة بعدها أن يترقبّوا انفجار البركان في أيّ وقت، ومن حيث لا يحتسبون.
3- نستهجن المسرحيّة التي يديرها المتصهين «سلمان الخليفة»، نجل الطّاغية، بخصوص توفير خيارات متعدّدة من الوظائف للعاطلين، وهي واحدة من الدّعايات المعهودة من آل خليفة الذين لا يعترفون بحقّ المواطنين المتساوي والكامل في الحياة العزيزة، والعيش الكريم، والمشاركة في الحكم، ويديرون أمور البلاد وثرواتها على طريقةِ الغزاة في توزيع الغنائم، والتفضّل على الأهالي الأصليّين بالفتات والمكرمات. إنّ البطالة المستشرية، والحرمان من السّكن الملائم، وانتهاك كرامة المواطن؛ هي إفرازات طبيعيّة لأخطبوط الفساد والنّهب والمحسوبيّة والتّمييز والتجنيس الذي يخنق البلاد ويكتم على أنفاس العباد، ولا سيّما منذ مجيء الطاغية حمد، ولا خلاص من كلّ ذلك إلّا بقطع أذرع هذا الأخطبوط وإنهاء الحكم القبلي الطّائفي الخبيث في البحرين.
4- تعمّد الطّاغية حمد استقبال السّفير الصّهيوني الجديد «شموئيل ريفيل»، في قصره بالصّافرية إمعانًا منه في إثبات عمالته للصّهاينة والأمريكيّين، وإظهارًا لعداوته المقزّزة ضدّ أبناء الشّعب الذي يواصل النّزول في الميادين على مدى أكثر من عامين نصرةً لغزّة وشعبها ومقاومتها، ودعمًا لجبهات الإسناد في لبنان واليمن، ومطالبة بإغلاق السّفارة الصّهيونيّة وإنهاء اتفاقات التّطبيع. وهذا السّلوك غير مستغرب من الطّاغية الذي يعمل سرًّا وعلانية على استعادة السّيرة الدّمويّة لأجداده المجرمين الذين احتلّوا البحرين وسفكوا الدّماء وانتهكوا الأعراض والمقدّسات، ووجدوا ضالّتهم في العمالة للأجانب من أجل حماية حكمهم الجائر، فكانوا دومًا تابعين للقبائل المجرمة وقوى الاستعمار والهيمنة، وهم اليوم خاضعون أذلّاء لنظام الإبادة والتوحّش والانحلال الصّهيونيّ- الأمريكيّ.
5- تتحمّل قوى المعارضة والفعاليّات الشّعبيّة والوطنيّة مسؤوليّة تاريخيّة أمام التحدّيات والمخاطر التي تحدق بالجميع، وعلى كلّ المستويات الدّاخليّة والخارجيّة، وكلّنا مطالبون عاجلًا في القيام بأدوار متكاملة لإدارة الصّراع القائم حقوقيًّا وسياسيًّا وسياديًّا واستعادة زمام المبادرة، والاستفادة العمليّة من الدّروس والعبر، وإجراء التقييم وإعادة الترميم، وتجديد أدوات النضال الوطنيّ والمقاومة المشروعة، مع ضرورة أن ينطلق ذلك من البوصلة الثّابتة في اتّجاه عدم التّنازل عن حقّ إسقاط منظومة الفساد والاستبداد والعمالة، وإقامة نظام دستوريّ عادل يحمي حقوق الشّعب وسيادته وثوابته الوطنيّة والدّينيّة والقوميّة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 20 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025
البحرين المحتلّة