نستذكر عندما نعود بالزمن إلى العشرين من أكتوبر/ تشرين الأوّل، يومًا محوريًّا في رحلة كفاح شعب البحرين، الذي اتّخذ وقتها خطوة جريئة عبر إعلان لجنة المبادرة عن إنهاء المحاولات الدبلوماسيّة مع الحكومة، معبّرًا عن وعي وتصميم كبيرين.
أبرزت هذه الخطوة الواضحة أنّ الأساليب التفاوضيّة قد خانت أماني الحريّة والعدالة التي يرنو إليها المواطنون في أرجاء الوطن.
تلك االأيّام ا لستّة من الانتظار، والتي شابتها توقّعات الأمان والوعود الجازمة، جسّدت مقدار الشجاعة في قلوب المناضلين، وقد أدّت الأحداث التي تلت ذلك إلى فضح الألاعيب السياسيّة حين تحوّلت القرى والبلدات إلى ساحات قتال على يد قوّات ما يسمّى «مكافحةالشغب».
في ضوء فجر جديد تشرق فيه العزيمة والإرادة، تبدأ مسيرة جديدة من الصمود مع إطلاق دعوة الإضراب والاعتصام، تحوّل بيت المناضل الكبير «سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري»، وقد زخر بصدى نداءات الحريّة
، إلى رمز يعكس الرغبة الصادقة في العدالة، ومن هناك، انطلقت هتافات الصبر والسلام، تأكيدًا لنهج ثابت يتجاوز الطيش والتهور الذي قد يشوّه قضيّة المواطنين الشريفة.
نتذكّر ذلك اليوم ليس كمحطة في التاريخ فحسب، وإنّما كمعلم يهدي الأجيال الحالية والمقبلة نحو مسار النضال المستمرّ للتخلّص من الظلم واستعادة الحقوق المسلوبة.