التقى الطّاغية حمد «ملك» البحرين، في 14 أكتوبر/ تشرين الأولى 2025، السّفير الصّهيونيّ الجديد في المنامة «شموئيل ريفيل»، ضمن مراسم خاصّة لاستلام أوراق اعتماده في قصره الخاصّ «الصّافريّة».
كان لافتًا حرص «حمد» على استلام أوراق اعتماد السّفير الصّهيونيّ، بعد أيّام قليلة على اجتماع «شرم الشّيخ» وتوقيع إنهاء الحرب على غزّة
، ولكن ما أثار استهجان مراقبين هو أنّ مسؤولي البرتوكول في الدّيوان الملكيّ حرصوا على أن تكون مراسم اعتماد السّفير الصّهيونيّ الجديد بمعيّة سفراء آخرين جدد من بينهم السّفير الفلسطينيّ الجديد «عارف حسين صالح»، وهو ما دفع أوساطًا فلسطينيّة إلى الاستياء واعتباره دليلًا آخر على كذب تصريحات سابقة بعد «طوفان الأقصى»
تحدّثت عن سحب السّفير الصّهيونيّ آنذاك من المنامة،
وإيقاف التبادل التجاري والطّيران بين الجانبين. وفي حين أنّ مصادر «إسرائيليّة» أكّدت وقتها أنّ سحب السّفيرين في المنامة وتل أبيب لم يُبلّغ رسميًّا للجهات المعنيّة
،
وأنّ «العلاقات بين إسرائيل والبحرين مستقرّة»؛ فإنّ أوساطًا قريبة من حكومة البحرين عمدت إلى التضليل، خشيةً من الاحتجاجات الشّعبيّة المناهضة للتطبيع والدّاعية إلى إغلاق السّفارة الصّهيونيّة في المنامة.
أعلن السّفير الصّهيوني «شموئيل ريفيل»، على حسابه في منصّة «إكس» تقديم أوراقه إلى حمد، وقال إنّ ذلك هو «إيذان بالانطلاق الرّسميّ لمهمّتي سفيرًا لدولة إسرائيل». وكان وزير الخارجيّة «عبد اللطيف الزّياني»
، قد استلم أوراق اعتماد ريفيل في نهاية أغسطس/ آب الماضي، ما يؤكّد معلومات تداولتها أوساط إعلاميّة من أنّ نظام البحرين على وشك اعتماد سفير جديد له في تل أبيب بعد تعيين السّفير السابق «خالد الجلاهمة» مسؤولًا عن الشؤون السّياسيّة في وزارة الخارجيّة. وريفيل هو السّفير الثاني للصّهاينة في المنامة منذ توقيع اتفاق التّطبيع في سبتمبر/ أيلول 2020
. وهو يحمل شهادة في التاريخ والاجتماع، وكان مطّلعًا على العلاقة السّريّة القديمة بين الكيان وقطر، وهندس بعض محطّاتها، وجاء اختياره قبيل العدوان على الدّوحة في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو ما يفتح الباب على طبيعة التوجّس التاريخيّ الذي يطبع علاقة آل خليفة بحكّام قطر.