أكّد الصّحافي والباحث اللبنانيّ «عباس فنيش» أنّ عمليّة «طوفان الأقصى» شكّلت تحوّلًا كبيرًا في مجرى المنطقة، وخصوصًا في معادلات الصّراع مع الكيان الصّهيوني، وشدّد على أنّ المحور المقاوم كان حريصًا على إسناد «طوفان الأقصى» منذ البداية، على الرغم من أنّ قرار إطلاقها كان من صميم المقاومة في غزّة.
جاء ذلك في سياق جلسة حواريّة أقامها المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الأربعاء 15 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025، بمناسبة الذّكرى السنويّة الثانية لانطلاق العمليّة، وقد أشار الأستاذ فنيش إلى أنّ سماحة الشّهيد الأقدس السيّد حسن نصر الله (قدّه) كان حاضرًا بشكل مباشر في إسناد غزّة و«طوفان الأقصى» بعد أقلّ من يوم على انطلاقها صبيحة السّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 معتبرًا أنّ الدّافع الإيمانيّ والأخلاقيّ والجهاديّ كان الأساس في ذلك.
وتطرّق الأستاذ فنيش إلى السّياقات التفصيليّة التي سبقت انطلاق المعركة، خصوصًا على مستوى المقاومة في غزّة، موضحًا أنّ قياداتها هناك، ولا سيّما الشّهيدين «يحيى السنوار ومحمد الضّيف»، كانوا أمام تحدّيات كبيرة تتعلّق بمسار الصّراع الصّهيونيّ، بما في ذلك اشتداد الحصار على غزّة، والتّضييقات الخانقة على بيئة المقاومة اجتماعيًّا واقتصاديًّا، وصولًا إلى قطار التّطبيع الذي كاد أن يصل إلى السّعوديّة قبيل أيّام من «طوفان الأقصى» من خلال المباحثات السريّة التي جرت بين «نتنياهو» ووليّ العهد السّعوديّ «محمّد بن سلمان».
وشدّد الأستاذ فنيش على أنّ المقاومة في لبنان كانت قد أعدّت سابقًا خططًا مدروسة من أجل خوض معارك التحرير، وأجرت العديد من الترتيبات والتجهيزات على الأرض استعدادًا لتلك المرحلة، ولكن التّطوّرات التي أعقبت معركة «طوفان الأقصى»، والمنحى الذي أخذته جبهة الإسناد في لبنان كشفت جملة من المعطيات الجديدة التي فرضت إجراء تعديلات وتغييرات في الخطط العملياتيّة، وهو ما تأكّد بُعيد انكشاف حجم الخروقات «الإسرائيليّة» وما تلاها من اغتيالات ممنهجة لقيادات المقاومة في لبنان، لافتًا إلى أنّه رغم قساوة تلك التطوّرات فقد أعطت إنذارات مبكرة جعلت قيادة المقاومة تسارع إلى إجراء العديد من التعديلات في الخطط والحسابات التقديريّة، وهو الأمر الذي جعل بعضهم في أجواء المقاومة يصف طوفان الأقصى بأنّه «طوفان الألطاف».
ورأى الصحافيّ اللبنانيّ «عباس فنيش» أنّ الوضع الراهن، وبعد عامين من «طوفان الأقصى»؛ لا يزال مليئًا بالتحدّيات والزلازل المحتملة بما في ذلك سوريا، وفي الوقت الذي أكّد أنّ المقاومة في لبنان تخطو خطوات متقدّمة في إعادة الترميم الشّامل أرسل إنذارات إلى مخاطر التطبيع وما قد يحصل في حال انخرطت السّعوديّة علنًا في هذا المشروع تحت عنوان «حل الدّولتين».
المجلس السّياسيّ في ائتلاف 14 فبراير يستضيف الصحافي «عباس فنيش» بمناسبة الذكرى الثانية لـ«طوفان الأقصى»

IMG 20251017 164836 725