استشهد «الحاج مهدي علي مرهون (84 عامًا)»، من منطقة المعامير في 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2012م، بعد معاناة طويلة جراء الاختناق بالغازات السامة التي أطلقتها قوّات المرتزقة بكثافة على المنطقة.
كانت الحادثة جزءًا من اعتداء جماعيّ على المواطنين، حيث أغرقت القوّات المنطقة بالغازات القاتلة التي تسرّبت إلى المنازل من دون استثناء، وكان منزل الشهيد واحدًا من تلك المنازل القريبة من مكان تمركزها.
بحسب شهادات أهل الشهيد، وقعت الحادثة في نهاية شهر رمضان المبارك، عندما استقرّت عدّة قنابل غاز مسيّل للدموع بالقرب من نافذة غرفة الحاج مهدي، ما أدّى إلى تعرّضه للاختناق.
أخذت حالته الصحيّة بالتدهور، ما استدعى نقله إلى المستشفى، حيث بدأ وضعه يسوء بصورة خطرة مع مرور الوقت حتى لم يعد قادرًا على الكلام أو فتح عينيه، وعانى من صعوبة شديدة في التنفّس، ترافق مع ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم.
أفاد الأطباء لاحقًا بأنّ الشهيد أصيب بعدوى خطرة نتيجة بكتيريا معدية، ما اضطرّهم لنقله إلى غرفة خاصّة للعناية به؛ وخلال مدّة علاجه، لاحظ أهله ظهور تورّمات وانتفاخات في يديه وساقيه، إضافة إلى الأعراض الصحيّة التي كانت تزداد سوءًا بعد دخوله المستشفى.
استشهاد «الحاج مهدي علي مرهون» ليس مجرّد فقدان فرد، بل يمثّل جرحًا إنسانيًّا لكلّ من عرفه، وقصّة مؤلمة تعكس آثار القمع الجماعيّ الذي تعرض له أهالي المعامير. روح الشهيد تبقى شاهدة على هذه الأحداث، وذكراه تستمرّ رمزًا للتحدّي والصمود في وجه الظلم.