صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نجدّد في موقفنا الأسبوعيّ الوقوف عند الذّكرى الثانية لمعركة «طوفان الأقصى»، وبدء جبهات إسناد غزّة وفلسطين، مؤكّدين فشل حروب الوعي والإبادة التي سعت لفصل الأمّة وشعوبها وأحرار العالم عن غزّة ومقاومتها الشّريفة، وتشويه صورة قادتها الشّهداء وأبطالها الكبار.
وفي أجواء هذه الذّكرى تعود غزّة ومقاومتها إلى أرضها وشعبها مع انتصار إرادة المقاومة والصّمود الأسطوريّ عقب إعلان وقف إطلاق النّار، مع ثبات المقاومة وشعبها على خيارهما في الحريّة والتحرير والكرامة، وعدم السّماح للعدو بتنفيذ مشروعه الإبادي التّهجيريّ، رغم الدّمار والخذلان والتآمر العالميّ.
وأمام هذه المناسبة نسجّل العناوين الآتية:
1- نشيد بموقف الوفاء الذي عبّرت عنه كلّ قوى المقاومة الفلسطينيّة تجاه محور فلسطين الممتدّ من لبنان حتّى إيران واليمن، وإلى القادة الشّهداء، وعلى رأسهم سيّد شهداء الأمّة سماحة الشّهيد الأسمى «السّيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى)» الذي سيظلّ اسمه ونهجه خالدين على مدى الأجيال، وسيذكره الفلسطينيّون باعتباره أصدق الرّجال وأعظم العقول والقلوب المنتصرة لفلسطين ولقضايا الأمّة العادلة.
2- حسمت معركة «طوفان الأقصى» وجبهات الإسناد الخطوط الفاصلة بين جبهتي الحقّ والباطل، ورسّخت هذه المعركة، وبعد ما اقترفه العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ من قتل ودمار؛ المسارَ والخيار المقاوم الذي اشتغلت المنظومة الغربيّة والعملاء الإقليميّون على محوه وتحريفه من خلال تنفيذ الخطط المدروسة لقلب المفاهيم والقيم، وإنزال الهزائم المعنويّة على الأمّة. لقد أحدثت غزّة نهضةً جديدة في مشروع المقاومة، امتدّت خارج الحدود، وكان لها الفضل في إنقاذ الأمّة والشّعوب الحرّة من أكبر إبادة للوعي وللمشاعر والأحاسيس الإنسانيّة، فأصبحت المقاومة عنوانًا على روح الإنسان، والمعيار الدّقيق لكشف البشر والفصل بين الخير والشّر في هذا العالم.
3- إنّ النتيجة الأهم والأكبر لمعركة «طوفان الأقصى» وجبهات الإسناد في لبنان وإيران واليمن؛ هي تأصيل وتمحيص لمنظومة القيم الأصيلة لهذه الأمّة، في مقابل القيم المزيّفة والشّيطانيّة التي يقودها الأمريكيّون، والتي تجسّدت بكلّ دمويّة وعنصريّة في السّلوك والخطاب الصّهيونيّ على مدى العامين الماضيين، حتّى الآن، وهو ما يؤكّد ما كرّره السّيد القائد الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه الشّريف) من أنّ المعركة كانت معركة مفتوحة بين ثقافتين وحضارتين ولا تزال، والثقافة الأولى مرتبطة بقيم السّماء وتحقيق خير الإنسان وعزّته، والأخرى مرتبطة بالشّر والانحلال والاستغلال والقيم الماديّة.
4- أمدّت «طوفان الأقصى» الثورات الشّعبيّة وحركات الحريّة في المنطقة بدوافع جديدة لشدّ العزيمة والعمل بإرادة أكثر من أجل التخلّص من الأنظمة الدّيكتاتورية الحاكمة، بعد أن أثبتت عمالتها للمشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ، ودعمها المطلق لجرائم الإبادة في غزّة والعدوان على اليمن ولبنان وإيران، وهو ما أثبتته تقارير غربيّة وإسرائيليّة عدّة، وآخرها ما كشفته صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري، من تعاون عسكريّ وأمنيّ مباشر بين ستّ دول عربيّة (البحرين، الإمارات قطر، السّعودية، مصر، والأردن) والجيش الصّهيونيّ، وأثبتت الوثائق المسرّبة استمرار هذا التعاون من 2022 حتى العام الحالي تحت المظلّة الأمريكيّة.
5- منذ بداية «طوفان الأقصى» اختار شعبنا في البحرين الخندق الذي يعبّر عن قيمه وتاريخه الأصيل، فهبّ الجميع – من كلّ الأرجاء والانتماءات – ليكونوا صوتًا واحدًا ويدًا قويّة لنصرة فلسطين وغزّة والشّعوب المقاومة، وكلّما اشتدّ الحصار والإبادة أصرّ شعبنا على تطوير حضوره في السّاحات، ورفع الاحتجاج في وجه التطبيع والاعتصام أمام وكر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة. وعلى الرغم من القمع والتهديدات الأمنيّة ظلّ شعبنا حاضرًا على هذه الجبهة الشّريفة، وأصرّ على أن يكون أقوى من التّطبيع والخذلان والخيانة الرّسميّة، فكانت مشاركة أبطال البحرين والخليج في أسطول الصّمود لكسر الحصار عن غزة، والحضور الدّائم في التظاهرات والاعتصامات الممتدة من الدّراز حتى البسيتين، ومن العدليّة إلى سترة، ومن المحرّق حتّى داخل سجون الكيان الخليفيّ. لقد كان هذا المشهد الوطنيّ الجامع وسيلة شعبنا للبراءة من عار التطبيع، ورفض التحالف ضدّ شعوب المقاومة ودولها، والإعلان الصّريح بأنّ بوصلة شعب البحرين هي فلسطين ومقاومتها، وهو لن يكون يومًا مع الصّهاينة والأمريكيّين والحكّام الخونة بسجلّهم الأسود.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 13 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025
الإثنين 13 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2025
البحرين المحتلّة