كشفت مجلة “ذا أتلانتيك” أنّ محمد بن سلمان كان قد أقرّ لوزير الخارجيّة الأمريكيّ قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 بأنّ “القضيّة الفلسطينيّة لا تهمّه شخصيًّا”، غير أنّ هذا التصريح الذي جرى تسريبه يتناقض جذريًّا مع الصورة التي يحاول النظام السعودي تسويقها كمدافع رئيسيّ عن الفلسطينيّين، من خلال مبادرات دبلوماسيّة هنا أو تصريحات إعلاميّة هناك.
ويرى مراقبون أنّ التناقض في جوهره ليس إلّا محاولة للجمع بين مسارين متعارضين: مسار علنيّ يتحدّث عن “الدعم والالتزام” بالقضيّة الفلسطينيّة، ومسار سري يمضي قدمًا في بناء شراكة استراتيجيّة مع الكيان الصهيوني، حتى وإن كان الثمن هو إضعاف هذه القضيّة نفسها.
كما نشر موقع “يديعوت أحرونوت” الصهيونيّ مقالًا للكاتب “روتم سيلع”، تناول فيه ما وصفه بملامح “سلام إقليمي تاريخي” كان على وشكّ أن يرى النور بين كيان الاحتلال والنظام السعوديّ، لولا ما جرى في السابع من أكتوبر وما تلاه من تحوّلات دراماتيكيّة قلبت المشهد رأسًا على عقب. المقال، بقدر ما يسعى إلى تصوير “الشرق الأوسط الجديد” كحقيقة قيد التشكّل، يكشف في الوقت نفسه هشاشة هذا المشروع وعمق التناقضات التي تحيط به، سواء من داخل “السعوديّة” أو من محيطها العربيّ والإسلاميّ.