صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيميتوجّه المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتّحية والإشادة إلى شعبنا المقاوم في البحرين على حضوره الحاشد في عموم مناطق البلاد لإحياء الذّكرى السّنويّة الأولى لاستشهاد «سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله، والشّهيد الهاشميّ السيّد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليهما)»، والكوكبة المنيرة من القادة الشّهداء في لبنان، وقد حرص شعبنا الوفيّ على أن يكون أوّل الحاضرين في ساحات إحياء هذه الذّكرى، ليؤكّد الرّوابط العميقة التي تجمع شعبنا مع الشّهيد الأقدس ونهجه الخمينيّ الجهاديّ، الذي يرتكز على الإيمان العميق والثّبات على العقيدة والولاية، لما يمنحه هذا الالتزام من قوّة وثبات على الحقّ، وما يضخّه من قيم العزّة والإباء المرتبطة بالسماء ورسالتها الإلهيّة، وهو ما يمثّل السّر الحقيقيّ لصمود الشّعوب والأمم في وجه تحدّيات الطّغاة المحتلّين وتهديداتهم بالقتل والتشريد والإبادة.ونسجّل بهذه المناسبة العناوين الآتية في موقفنا الأسبوعيّ:
1- قدّم الشّهيد الأقدس نموذجًا عمليًّا حيًّا للإنسان المؤمن الذي يتكامل – بدرجاتٍ عليا – في الارتباط بالله تعالى، مع تجسيد متكامل أيضًا في الدّفاع عن حقوق المظلومين ومواجهة مشاريع المستكبرين، وفي هذا الصّدد تمثّل خطابات الشّهيد الكبير مدرسةً منيرة وتطبيقًا مبدعًا للمدرسة التي أرسى قواعدها الإمام الخمينيّ (قدّه) وتلميذه البارّ السيّد القائد الخامنئي (دام ظلّه الشّريف)، ونرى أنّ الوفاء للشّهيد الأقدس يستلزم توثيق خطاباته ومواقفه ورسائله، وفي كلّ مراحل عمره الشّريف، مع تسجيل كاملٍ لسيرته الفكريّة وكتاباته وتدويناته في مختلف القضايا والموضوعات، وعدّ ذلك ثروة عظيمة من حقّ كلّ الأمّة، وهو ما سيكون المادّة الأساسيّة في ترسيخ نهجه العظيم جيلًا بعد جيل.2- إنّ المشاركة الفاعلة لشعبنا في إحياء ذكرى الشّهيد الأقدس والقادة الشّهداء في المقاومة الإسلاميّة؛ هي تأكيد لثبات شعب البحرين على عقيدته في مشروع الحريّة والخلاص من الطّغيان والاستبداد، جنبًا إلى جنب الثّبات على نهجه وطريقه في التحرّر من الاستكبار، وقد عكست التظاهرات والشّعارات والأنشطة والفعاليّات التي انطلقت في البحرين وخارجها في الأيّام الماضية المسارَ الأصيل الذي يصّر عليه شعبنا وقواه الحيّة، استنادًا إلى الوفاء الحقيقيّ للشّهيد الأقدس، ومرورًا بالعهد العمليّ على مواصلة دربه الشّريف، مهما كانت التضحيات وقساوة الظّروف.
3- فيما يتعلّق بموقف الإشادة والتّعظيم الذي حَرَص الشّهيد الأقدس على إعلانه – بكلّ قوّة وضوح – بحقّ شعبنا ومواقفه المختلفة، وخاصّة بعد ثورة 14 فبراير 2011، وكما وثّقنا ذلك في كتاب «سيّد شهداء الأمّة وحراك البحرين»؛ فإنّنا نرى ذلك عنوانًا آخر على الامتياز الفريد لشهيدنا العظيم، كما هو بخصوص دعم اليمن وشعبه في مواجهة العدوان السعوديّ عام 2015. فلا ننظر إلى ذلك على أنّه مجرّد مساندة عابرة، ولكنّه انعكاس للفرادةِ الإيمانيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة للشّهيد الأقدس، وامتزاج ذلك كلّه بجهاده الطّويل وعبقريّته الفذّة في بناء المقاومة وصناعة الانتصارات في مواجهة الكيان الصّهيونيّ.
4- إنّ قوى المعارضة وأبناء شعب البحرين يؤكّدون الوفاء للعهد مع الشّهيد الأقدس، ليس فقط في دعم المقاومة الشّريفة، ومواجهة الكيان الصّهيونيّ، والتصدّي للتطبيع، ولكن أيضًا العهد له ولدمه الطّاهر بالثّبات على القيم التي استذكر بها شعبَ البحرين خلال أيّام الثورة والمحن التي مرّت به، بما في ذلك تشديده (رضوان الله تعالى عليه) على عدم استسلام الشّعب لإجرام آل خليفة، وثباته على الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بالقيادة الحكيمة الممثلة في آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى).5- في هذا السّياق أيضًا، نشير إلى أنّ المعاناة والتحدّيات التي تتعرّض لها البحرين وشعبها؛ لا تقتصر على إمعان الكيان الخليفيّ في فرض الاستبداد والنظام القبليّ الطائفيّ، والانقضاض الممنهج على حقوق الشّعب السياسيّة والاقتصاديّة، ولكن أيضًا التّهديدات المسلَّطة على وجوده وهويّته لا تزال مستمرّة وعلى قدَمٍ وساق، وكما قال شهيدنا الأقدس فإنّ «الذلّ والعار» الذي يركب آل خليفة بعد تطبيعهم العلنيّ مع الصّهاينة جعلهم يطبّقون المشاريع الصّهيونيّة ذاتها، بما في ذلك إحلال السرديّات المزوّرة، ومخطّط التجنيس والتغيير الدّيموغرافيّ، والإخلال المتدرّج في البناء الدّينيّ والثقافيّ لشعب البحرين، من خلال استئصال مقوّمات الاعتزاز بالهويّة والتاريخ الوطنيّ النضاليّ، وترويج ثقافة الاستهلاك والخضوع، والاستلاب الفكريّ أمام الغرب وقيمه في الانحلال والهيمنة.
كلّ ذلك يعني أنّ أمّتنا وشعوبنا مدعوّة إلى مزيد من الاستعداد واليقظة والنهوض القويّ، وأن يُسارِعَ أحرارها ونخبها وقواها الحرّة ليكونوا في مقدّمة المسيرة، ويثبّتوا أهدافها الأساسيّة في حماية قيم الحريّة والاستقلال والسّيادة، إلى جانب قيم التحرير ومواجهة القوى الاستعماريّة الراهنة، والتي تتجسّد في المشروع الصهيونيّ- الأمريكيّ الإجراميّ.المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 29 سبتمبر/ أيلول 2025البحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: شعب البحرين يؤكّد الالتزام العمليّ بنهج الحريّة والمقاومة في الإحياء الواسع لذكرى الشّهيد الأقدس

IMG 20250928 WA0072