أكّد الوليّ الفقيه «السيّد القائد علي الخامنئيّ»، في خطاب متلفز ألقاه يوم الثلاثاء 23 سبتمبر/ أيلول 2025، أنّ التفاف الشعب الإيرانيّ حول النظام الإسلاميّ، وتلاحمه وتمسّكه بوحدته ودفاعه عن جغرافيّته وسيادته كان منقطع النظير، أصاب الأعداء بالخيبة، حيث أدرك العدوّ عاجلًا أنّه لن يحقّق غايته، التي لم تكن اغتيال القيادات العسكريّة والسياسيّة والعلماء، بل النيل من نظام الجمهوريّة الإسلاميّة.
وذكّر قائد الثورة أنّ التلاحم والتماسك الداخليّ الذي حصل في أيّام الحرب لم يكن آنيًّا أو وليد لحظة عاطفيّة، بل هو تلاحم وتماسك نابع من حنكة وحكمة، وسيظلّ قائمًا مهما كانت الظروف.
وحول قضيّة تخصيب اليورانيوم الذي تضغط أمريكا بكلّ ما لديها من قوّة لتصفيره، شدّد سماحته على أنّ تخصيب اليورانيوم هو جزء من الكرامة الإيرانيّة، ولن تستسلم إيران للضغوط الأمريكيّة، لا في قضيّة التخصيب ولا في أيّ قضيّة أخرى، فإيران دفعت ثمنًا باهظًا لتحقيق التخصيب، وهي الآن واحدة من الدول العشر التي تمتلك هذه التقنيّة، ولن تتخلّى عنها، فالتخصيب إنجاز كبير دفعت إيران من أجله أثماناً باهظة، وأن الشعب الإيراني سيصفع كل من يريد حرمانه منه.
وقال السيّد الخامنئيّ أنّ المفاوضات النوويّة مع أمريكا، التي تحاول من خلالها فرض إملاءاتها على إيران، لن تجري تحت التهديد، فهذا سيكون علامة ضعف وهدم لكرامة الإيراني، والمفاوضات مع أمريكا في الوضع الحالي ليست عديمة الفائدة فحسب، بل لها أيضًا خسائر، بعضها لا يمكن تعويضه، فأمريكا تريد مفاوضات حدّدت هي مسبقًا نتيجتها، حيث تضيف كلّ يوم شرطًا جديدًا إلى شروطها، وآخرها كان أن تقلّص إيران مدى صواريخها.
وعلى الصعيد الخارجيّ لفت سماحته إلى اقتراب الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد الشهيد السيّد حسن نصر الله (رض)، قائلًا : أرى من الضروري أن أذكره هذه الأيام، لقد كان السيّد حسن نصر الله رصيدًا عظيمًا للعالم الإسلامي، وليس للشيعة، ولا للبنان فحسب؛ مؤكّدًا أنّ هذه الثروة لم تذهب بل هي باقية، ورصيده الذي خلّفه سيبقى خالدًا، مضيفًا: إنّ قصّة حزب الله في لبنان هي قصّة مستدامة، لا ينبغي إهمال هذه الثروة العظيمة التي تعود للبنان ولغيره.