لعبت أبوظبي دورًا محوريًا عبر توفير قواعد لوجستيّة وعسكريّة على السواحل اليمنيّة أتاحت للكيان الصهيونيّ مساحة أوسع للحركة الاستخباراتيّة والميدانيّة، وقد تعزّز الوجود العسكريّ الإماراتيّ بعد سنوات من التدخّل المباشر في اليمن، وشكّل قاعدة ارتكاز لتزويد تل أبيب بمعلومات دقيقة عن تحرّكات أنصار الله ومسارات قياداتهم.
وكشف تقرير صهيونيّ أنّ استهداف القيادات اليمنيّة يمثّل “إنجازًا نوعيًّا” لتل أبيب، لكنّه يفتح في الوقت ذاته الباب أمام تصعيد واسع للتعاون الاستخباراتي الصهيونيّ – الإماراتيّ، ومنح الاحتلال قدرة أكبر على المناورة والاختراق الميدانيّ، لكنه في المقابل قد يجعل الطرفين في دائرة ردّ انتقاميّ مباشر.
وكان الهجوم الذي نفّذته طائرات الاحتلال نهاية أغسطس/ آب الماضي، وأدّى إلى استشهاد رئيس وزراء اليمن “أحمد غالب الرهوي”، وعدد من وزرائه، لم يكن مجرّد عمليّة عسكريّة تقليديّة، فقد مثّل نقلة نوعيّة؛ إذ انتقل التركيز من ضرب المنشآت الاقتصاديّة والعسكريّة إلى التحييد المباشر، أي استهداف القيادات السياسيّة والعسكريّة بشكل ممنهج بمساعدة النظام الإماراتيّ.