صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة اقتراب الذّكرى السّنويّة الأولى لعروج سيّد شهداء الأمّة «الشّهيد الأقدس السّيد حسن نصر الله، والشّهيد الهاشمي السّيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليهما)»؛ نجدّد بالمجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير العهد والوفاء لنهج المقاومة والتّحرير الذي روته دماء القادة الأطهار.
وندعو شعبنا إلى المشاركة الفاعلة في برامج إحياء الذّكرى داخل البحرين وخارجها، تأكيدًا للمضيّ على طريق وصايا الشّهداء القادة ومدرستهم في المقاومة والعزّة، وإعلان الوفاء لتضحياتهم العظيمة وفضلها في حفظ المقاومة وإباء الشّعوب وصمودها في وجه مشاريع العدوان، ومؤامرات إنزال اليأس والهزيمة على جمهور المقاومة الذي لا يزال أكثر صلابة وعودًا في احتضان المقاومة وحماية سلاحها الشّريف، ومن بينهم شعبنا الصّامد في البحرين الذي لم يبدّل تبديلًا، ولم يغيّر طريقه وخياره رغم الحصار والخذلان، وهو لا يزال حاضرًا في السّاحات والميادين دون انقطاع، يرفع بيدٍ حقّه الأصيل في تقرير المصير، وفي اليد الأخرى شعلة المقاومة ومواجهة المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ.
وفي أجواء التطوّرات والأحداث الجارية نتوقّف عند العناوين الآتية:
1- سجّل شعبنا في البحرين حضوره المبكر في إحياء الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل سيّد شهداء الأمّة والشّهيد الهاشمي، حيث خرج المواطنون في مناطق البلاد قبل يومين رافعين صور الشّهيدين الكبيرين، وهتافات النصرة للمقاومة في لبنان وغزّة. إنّ هذا المشهد الحيّ هو رسالة أوّلًا إلى آل خليفة، بأنّهم شرذمة محتلّون للبحرين، وليس لهم أدنى صلة بشعبها الأصيل وقيمه في الحرية والعدالة والتحرير. وهي ثانيًا رسالة إلى قوى الهيمنة التي تحتلّ البحرين ودول المنطقة بالقواعد والاتفاقات الأمنيّة وشبكات التجسّس؛ بأنّ شعبنا لن يستسلم لمخطّط إذلال الأمّة وإلحاقها بالمشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، وسيظلّ خياره واضحًا في الانتماء للمقاومة ومحورها الشّريف.
2- إنّ علاقة شعبنا في البحرين مع سيّد شهداء الأمّة وخطّ المقاومة هي علاقة أصيلة وصلبة، تنبعُ من القواسم المشتركة في الوعي والإيمان وقيم العزّة والإباء. وعلى مدى كلّ الظّروف التي شهدتها المنطقة كان الشّهيد الأقدس منارةً لشعبنا في مواجهة الصّعاب، وتحديد الخيار الصّحيح، والنّجاة من المخاطر الكبرى. وتأكيدًا لهذه العلاقة الخاصّة، وأثرها الكبير في إدارة الصّراع في البحرين؛ فإنّ المجلس السّياسيّ سيطلق ضمن برامج إحياء الذّكرى هذا العام كتابًا يوثّق كلّ الخطابات والمواقف التي تناول فيها الشّهيد الأقدس موضوع البحرين، منذ انطلاق ثورتها في 2011 حتى يناير/ كانون الثاني ٢٠٢٤، آملين بأن يكون هذا الإصدار باكورة لجهدٍ بحثيّ وتوثيقيّ موسّع في حفظ تراث الشّهيد الأقدس ووصاياه.
3- نجدّد التحيّة والإشادة لشعبنا في البحرين على مواصلة جبهة الإسناد الشّعبيّ للمقاومة في غزّة ومواجهة تجويع شعبها وإبادته، ونعبّر بالخصوص عن مشاعر الاعتزاز الكبير للمشاركين من أبنائه في أسطول الحريّة المتوجّه نحو شواطئ غزّة المحاصرة، جنبًا إلى جنب الحضور الشّعبيّ والوطنيّ في المناطق والقرى الذي يتمسّك بشعار «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل»، تعبيرًا عن مواجهةِ الكيان الصّهيونيّ وداعمه الأمريكيّ المجرم، والإصرار على رفض التطبيع، ومواصلة الضّغط حتى تطهير البلاد من سفارة التجسّس الصّهيونيّ. إنّ جبهة الإسناد في البحرين هي امتداد لبقيّة الجبهات، من اليمن العظيم حتّى الأردن الذي جدّد ابنها الشّهيد البطل «عبد المطلب القيسي» شرف العروبة بعمليّته البطوليّة على الحدود مع فلسطين المحتلّة، موجّها نداءه إلى الشّعوب بأنّ عليها أن تتوحّد على طريق تحرير فلسطين ومواجهة الصّهاينة المحتلّين.
4- نعرب عن تأييدنا للخيارات المرحليّة التي تعلنها قيادة المقاومة في لبنان، والممثّلة في الأمين العام المسدّد «سماحة الشّيح نعيم قاسم»، ونشدّد بالخصوص على المقاربة الحكيمة للمقاومة بشأن تطوّرات الأوضاع بعد العدوان الصّهيونيّ على دولة قطر، ونرى أنّ الرّسالة التي أطلقها سماحة الأمين العام إلى الكيان السّعوديّ تشبه الرسالة التي توجّه بها الشّهيد الأقدس إلى النظام الصّداميّ المقبور قبيل الاحتلال الأمريكيّ للعراق عام 2003، وهو ما يعني أنّ رسالته (حفظه الله تعالى) ترتكز على ضرورةِ وحدة شعوب المقاومة، ورصّ صفوف الأمّة كلّها، والتلاحم والتراحم فيما بينها في وجه المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ الذي بات أكثر وضوحًا، وأشدّ خطورة على الجميع، وأنّه لا تصلح في مواجهته أساليب التفاوض، واتفاقات التّطبيع، ومؤتمرات «السّلام» و«حلّ الدولتين»، ونشيد كذلك في هذا السّياق بكلمات القائد «السّيد عبد الملك الحوثي» في ذكرى ثورة 21 سبتمبر/ أيلول، ودعوته آل سعود إلى الكفّ عن التآمر على المقاومة وجبهات إسناد غزّة، وأنْ يعتبروا ممّا يجري قبل فوات الأوان.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 22 سبتمبر/ أيلول 2025
البحرين المحتلّة