عاش في منطقة سترة رجلٌ تميّز بخشوعه وطيبة قلبه هو «الحاج حسن عبد الله (59 عامًا)، أمضى أيّامه بكلّ هدوء وتواضع، مكرّسًا وقته لمحبّة أسرته وجيرانه وشؤون مجتمعه.
اليوم، ونحن نحيي ذكراه، لا يسعنا إلّا أن نسترجع اللحظات التي تربطنا بشخصيّة ساكنة في النفوس، شخصيّة تركت وراءها بصمة خالدة في الثورة.
الحاج حسن لم يكن مجرّد اسمٌ يُدرج في سجلّات التاريخ، بل كان شعلةً توهّجت بحبّ الناس له وصدقه في التعامل؛ كان الرجل الذي يعرفه الكبار والصغار بشخصيّته الدافئة، بحضوره الذي يحمل بين السطور قصصًا مليئة بالعطاء الإنسانيّ، إذ حمل معاني القوّة الحقيقيّة، تلك القوّة التي تكمن في التمسّك بالعائلة، الإخلاص للأصدقاء، والعناية بكلّ من حوله.
استشهد يوم الثلاثاء 18 سبتمبر/ أيلول 2012، جرّاء مضاعفات الاختناق بالغازات السامة التي أُطلقت على منزله، كانت نهاية مؤلمة، ولكنّها حملت في طيّاتها الكثير من العِبَر والرسائل الإنسانيّة.
لقد قاوم وواجه تلك المضاعفات بشجاعة، واحتُجز في العناية المركزة بمجمع السلمانيّة الطبي، حيث ظلّ يعاني بصبر وإيمان حتى لحظة رحيله إلى بارئه.
هذا الرحيل كان صدمةً لكلّ من عرف «الحاج حسن عبد الله»، ولكنّه أيضًا ألقى الضوء على حقيقة غامرة: أنّ أثر الإنسان لا ينتهي برحيله، ذكراه ستبقى خالدةً في قلوب محبّيه، وكلّ من سكن بجواره أو تعامل معه.
في شوارع مهزّة، في جلسات العائلة، وفي دعاء محبّيه، يستمرّ إرث «الشهيد الحاج حسن عبد الله»، كرجلٍ جسّد أسمى معاني الإنسانيّة بحياته ومحيطه.