1- نؤكّد أنّ محاولة اغتيال قادة (حماس) عبر تنفيذ عدوان صهيونيّ غاشم على الدّوحة هي نتيجة طبيعيّة لواقع الاستسلام العربيّ الرّسميّ للاستكبار الأمريكيّ- الصّهيونيّ، والهرولة لإبرام اتّفاقات تطبيع بائسة مع العدوّ الصّهيونيّ، وكذلك انخراط أنظمة الخليج -على وجه الخصوص- في تحالفات شريرة تعادي قيم الأمّة ونهضتها من أجل الحرّية والتحرّر من الاحتلال والهيمنة الأجنبيّة، بما في ذلك التآمر على قوى المقاومة والكيد لها عبر العمل الأمنيّ الاستخباريّ وفرض الحصار الشّامل عليها، وصولًا إلى التكالب عليها لنزع سلاحها الشّريف الذي يدافع عن شرف الأمّة وسيادتها بوجه العدوان الصّهيونيّ المتواصل.
2- لا يمكن للمؤتمرات وقمم الرّؤساء التي تكتفي بإصدار بيانات التنديد والاستنكار أن تردع العدوان، وتردّ المخاطر المحدقة بالدّول وشعوبها، من هنا ندعو المجتمعين في قمّة الدّوحة الطارئة (يوم الإثنين 15 سبتمبر/ أيلول)، إلى الاستجابة لمطالب شعوبهم في فكّ الارتباط عن المنظومة العدوانيّة التي تديرها واشنطن، واتخاذ خطوات عمليّة في ذلك، بما في ذلك إلغاء الاتفاقات الأمنيّة والعسكريّة مع الولايات المتحدة، وإغلاق قواعدها العسكريّة في الخليج والمنطقة، كما يجب على الدّول المطبّعة – خاصّة الكيان الخليفيّ في البحرين ودولة الإمارات – إلغاء اتفاقات التطبيع مع العدو الصّهيونيّ، والإغلاق النهائيّ لسفارات العدوّ، مع تصنيف الصّهاينة إرهابيّين وأعداء للأمّة، ولا سيّما مع استمرارهم في الغطرسة والتوسّع الاستعماريّ والعدوان المتواصل في غزّة والدّول العربيّة.
3- في هذا الإطار، نستهجن الموقف المخزي الذي صدر عن الطّاغية حمد وكيانه غير الشّرعي في التعاطي مع العدوان على الدّوحة، إذ استهتر الطاغية بقمّة الدّوحة والمشاركين فيها وامتنع عن الحضور الشّخصيّ، رغم الجولات واللقاءات العديدة التي قام بها داخل البحرين وخارجها هذه المدّة، وهي خطوة يُراد منها تجنّب الطّاغية وكيانه الموافقة على ما قد يصدر عن القمّة من بيان شديد اللّهجة ضد الصهاينة ومواقف عمليّة تحرج أنظمة التّطبيع. في السّياق نفسه، أوعز الطّاغية لنظامه بعدم استعمال عبارات شديدة في إدانة العدوان على الدّوحة، واكتفى بيان وزارة الخارجيّة بالتعزية باستشهاد عنصر أمن قطريّ خلال جريمة العدوان، متجاهلًا الشّهداء الفلسطينيّين من (حماس)، وهو ما يفسّر إدانة الكيان الخليفيّ المخزية لعمليّة القدس البطوليّة التي وقعت قبل يوم من العدوان على الدّوحة.
4- إنّ السّلوك الخليفيّ الخيانيّ المتماهي مع المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ يؤكّد استمرار الطّاغية حمد وكيانه في التبعيّة العمياء الصّماء للأمريكيّين والصّهاينة، والامتناع البغيض عن الاستجابة لدعوات شعب البحرين وموقفه الثابت في دعم غزة والمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وإيران، وهو ما يدعو إلى مزيد من التحرّك الشعبيّ والوطنيّ للبراءة من هذا الكيان وتأكيد عدم تمثيله البحرين ولا شعبها الحرّ والشّريف الذي يواصل التظاهرات والاحتجاجات في مناطق البحرين المختلفة، ومن ذلك مشاركة مجموعة من المواطنين الشّرفاء في سفينة الصّمود الخليجيّة لكسر الحصار على غزّة، الذين نجدّد الإشادة والافتخار بهم، والتضامن معهم في وجه ما يتعرّضون له وعوائلهم في البحرين من مضايقة السّلطات الأمنيّة.