شنّ العدوّ الصهيونيّ، في 9 سبتمبر/ أيلول 2025، هجومًا غادرًا بالطائرات الحربيّة على قلب العاصمة القطريّة الدوحة، في محاولة فاشلة لاغتيال قادة المكتب السياسيّ في (حماس)، ووقع العدوان بعد ساعات من اصطفاف أنظمة التطبيع، وبينها الكيان الخليفيّ في البحرين، مع الكيان الصهيوني عبر التنديد بالعمليّة البطوليّة التي نفّذها مقاومون فلسطينيّون في القدس المحتلة ضد الصّهاينة المحتلّين.
وقد اكتفت السّلطة في البحرين بإصدار بيان مقتضب عبر وزارة الخارجيّة، للتضامن مع دولة قطر، ولم يزد البيان عن أربعة أسطر، وتجنّب استعمال عبارات شديدة في وصف العدوان الصّهيونيّ الذي وصفه بعبارة «الهجوم الإسرائيليّ» فقط، كما سارع البيان للدعوة إلى «التهدئة ووقف التصعيد». وفي بيان آخر للوزارة، اكتفت بالتعزية بوفاة عنصر من الحرس القطريّ، من دون الإشارة إلى بقيّة شهداء العدوان. في المقابل، وصف بيان خارجيّة آل خليفة عمليّة القدس البطوليّة بأنّها «عمل إرهابيّ» مدان، ودعا إلى «الأمن والاستقرار والنماء للشعبين الفلسطينيّ والإسرائيليّ». جرى ذلك في سياق سلسلة من المواقف المشابهة التي عبّر فيها آل خليفة عن تمسّكهم بالانخراط في التحالف الأمريكيّ- الصّهيونيّ رغم حرب الإبادة والتجويع في غزّة، وآخرها استقبال سفير صهيونيّ جديد في المنامة، رغم الغضب الشعبيّ وتظاهرات المواطنين الرافضة للتطبيع ووجود السفارة الصّهيونيّة على أرض البحرين
يقول مراقبون إنّ العدوان الصّهيونيّ على الدوحة يشكّل علامة فارقة في السّياسة العدوانيّة للصّهاينة، والمدعومة من الأمريكيّين مباشرة، خصوصًا على صعيد انكشاف المشروع التوسُّعي لقوى الهيمنة، وشدّد المحلّلون على أنّ اتفاقات الحماية الأمريكيّة الممثّلة في القواعد العسكريّة بدول الخليج واتفاقات التطبيع لم تكن مانعًا أمام العدوّ لشنّ أيّ عدوان أو تنفيذ مخطّطات المجرم نتنياهو في إعادة رسم خريطة المنطقة. رغم ذلك، فإنّ سياسة الأنظمة الخليجيّة، وخاصّة في البحرين، لم تتغيّر رغم العدوان على الدوحة، وهو ما يجعل المراقبين يتحدّثون عن مرحلة انتهاء السّيادة في زمن العنجهيّة الصّهيونيّة- الأمريكيّة، ويجعل من أنظمة الخليج في مهبّ الخيانة حتى النهاية.