لقي العدوان الصهيونيّ على قطر، يوم الثلاثاء 9 سبتمبر/ أيلول 2025، استنكارًا وشجبًا كبيرين من معظم الدول العربيّة والغربيّة التي رأت فيه انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدوليّة كافّة.
النظام الخليفيّ، بدوره، اضطرّ صاغرًا أن يلتحق بركب المستنكرين لهذا العدوان، ولكن انطلاقًا من حساباته وولائه لحليفه الصهيونيّ، كانت إدانته – إن صحّ وصفها بالإدانة- خجولة نوعًا ما، فالعنوان الذي نشرته عنها وكالة «بنا» على صفحتها الرسميّة وكان: «مملكة البحرين تؤكّد وقوفها وتضامنها مع دولة قطر الشقيقة»، لم يحوِ أيّ كلمة إدانة أو رفض أو ذكر للعدوان.
البيان المقتضب الذي جاء من فقرتين أورد في الأولى أنّ وزارة الخارجيّة تعرب عن إدانة البحرين للهجوم الإسرائيليّ على دولة قطر الشقيقة، باعتباره انتهاكًا للسيادة الوطنيّة القطريّة ولمبادئ القانون الدوليّ.
وفي الثانية أعربت عن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة، في كلّ ما تتّخذه من خطوات لحماية أمنها وسيادتها وسلامة المواطنين والمقيمين على أرضها، مرفقة ذلك بالدعوة إلى «التهدئة ووقف التصعيد، حفاظًا على السلم والأمن الإقليميّين».
هذه الإدانة الخجولة كان لا بدّ منها أن تكون بهذه الطريقة، فالطاغية «حمد» من جهة يحاول توحيد موقفه مع قطر في مواجهة الخطر الإيرانيّ، وفق اعتباراته، بعد تحذير مسؤولٍ عسكريّ إيرانيّ للكيان الصّهيونيّ أو حلفائه المطبّعين في المنطقة العربيّة والإسلاميّة من أيّ مغامرةٍ عدوانيّة يرتكبها الكيان ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة، ومن جهة أخرى يسعى إلى إرضاء حليفه الصهيونيّ وعدم إغضابه؛ فحين أدان النظام الخليفيّ عمليّة القدس البطوليّة منذ يومين لم يتوانَ عن استخدام مفردات شديدة اللهجة كـ: «حادث إطلاق النار الإرهابيّ، الرافض لكافة أعمال العنف والإرهاب»؛ أمّا في هذه الإدانة فكان العدوان الصارخ على دولة لها أهميّتها وثقلها في المنطقة مجرّد «هجوم».