صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدّم في المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، بأجواء ولادة الرّسول الأكرم (ص) وأسبوع الوحدة الإسلاميّة، بالتبريك إلى مقام صاحب العصر والزّمان (عج)، وإلى مراجع الإسلام العظام، ووليّ أمر المسلمين السّيد القائد علي الخامنئي (دام ظلّه الشريف)، وإلى عموم المسلمين في العالم، ونجدّد العهد والبيعة لنبيّ الرّحمة خاتم الأنبياء (ص) بالثّبات على رسالته الخالدة التي أضاءت الدّنيا بنور الحرّية والعدل والكرامة، وحطّمت أصنام الكفر والشّرك والطواغيت. كما نؤكّد المضي على هدى رسالته (ص) التي تجدّدت أنوارها مع جبهات المقاومة التي أسّسها الإمام الخميني العظيم (قدّه)، ودوره الكبير في استعادة الأمّة لعزّتها وكرامتها، لتكون خير الأمم التي أخرجها الله تعالى للنّاس، وعلى طريق الوحدة بين المسلمين، ونصرة المستضعفين في الأرض، ومواجهة طواغيت العصر.
وبهذه المناسبة نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:
1- بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلاميّة الذي يجمع ذكرى ولادة الرّسول الأعظم (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع)؛ نشدّد على وحدة الموقف الوطنيّ والإسلاميّ في البحرين، ونؤكّد رفض كلّ أشكال التناحر والتباغض بين أبناء الشّعب الواحد، ولا سيّما مع محاولات الكيان الخليفيّ غير المنقطعة لافتعال الشقاق وزرع الفتن المذهبيّة، لإفشال النموذج الوطنيّ اللامع لشعبنا العزيز في التلاحم والتكاتف على خطى النضال الموحّد في وجه الاستبداد والاستعمار والتطبيع.
2- نُشيد باللحمة الوطنيّة الشّريفة التي جسّدها شعبنا النبيل في الوقوف ضدّ واقع التطبيع والتآمر الذي يمثّله الكيان الخليفيّ، وهو ما تجدّد مع الإجماع الوطنيّ والشعبيّ في البحرين في التنديد بتعيين سفير صهيونيّ جديد في المنامة، وكانت بسالة شعبنا في التظاهرات وإعلان الموقف لطرده وإغلاق القواعد الأجنبيّة المعادية تأكيدًا مجدّدًا ومشدّدًا على أنّ شعبنا الوفيّ هو على العهد في نصرة المقاومة والثبات على طريق تحرير كلّ فلسطين. إنّ هذا الموقف الحاسم بات عنوانًا ثابتًا لوحدة شعبنا في البحرين، وهو ما ينبغي التمسّك به وحمايته من مكائد المتآمرين والمطبّعين. ونُشيد كذلك في هذا السياق بمشاركة أفراد من شعبنا في «أسطول الصمود العالميّ» لفكّ الحصار عن غزّة الأبيّة، ونرى في كلّ واحد منهم عنوانًا للشرف الذي يمثّل كلّ شعبنا.
3- نعبّر عن الاستخفاف الشديد بما ورد في كلمة أخيرة للطاغية حمد، والتي أقرّ فيها بالجرائم الصهيونيّة في غزّة، ونرى أنّ هذا الإقرار الخجول هو لذرّ الرماد في العيون، ولإخفاء التواطؤ المكشوف مع المجرمين الصهاينة. فلا يخفى على أحد أنّ آل خليفة المطبّعين هم شركاء أصلاء في حرب الإبادة والتجويع والحصار على أهلنا في غزّة، خصوصًا مع صلافة استقبالهم للسفير الصهيونيّ السابق، والاستقبال المليء بالحفاوة للسفير الجديد. نؤكّد أنّ خطابات الطاغية وكلماته لن تنطلي على شعبنا الذي تأكّد له مرارًا انخراط الخليفيّين في الحلف الأمريكيّ- الصهيونيّ الشرير، وأنّ كيانهم غير الشرعيّ المتسلّط عليه إنّما يستمدّ استمراره بفضل الحماية التي يقدّمها الأمريكيّون والبريطانيّون والصهاينة نظير استخدامهم أرض البلاد لزعزعة الاستقرار في المنطقة. إنّ هذه الحقيقة تزيد من إصرار شعبنا على التمسّك بخيار المقاومة ومحورها الشريف، ورفض العبوديّة للقوى المتوحّشة في العالم، جنبًا إلى جنب مقاومة الاستبداد والفساد في البحرين.
4- إنّ المرحلة الراهنة ومخاطرها تزيد ضرورة الحذر واليقظة، في ظلّ الإجرام غير المحدود الذي ينفّذه التحالف الأمريكيّ- الصهيونيّ واستخفافه بكرامة الشعوب وسيادة الدول، وليس إعلان المجرم «ترامب» تحويل وزارة دفاعه إلى وزارة حرب إلّا تعبيرًا عن هذا الوجه البشع لتحالف القتل والإبادة، في الوقت الذي يجبرون فيه العالم على القبول بالذلّ ودفع الضرائب، ولا يتردّدون في مدّ يد الدعم والإسناد والتسليح لتنفيذ جرائم الإبادة والتهجير في غزّة، والعدوان على الدول والشعوب. إنّ هذا المشهد المخجل والقاتم في تاريخ الغرب المتوحّش يعني أنّ الطواغيت يريدون أن يجبروا الجميع على ابتلاع الذلّ واعتياد العبوديّة، وهو ما لا يمكن أن تقبله الشعوب الحرّة وجبهات الحقّ والمقاومة التي تصرّ على الوفاء والولاء لخطّ الإسلام الأصيل الذي يرفض الركوع لغير الله تعالى.
5- أثبتت الوقائع والأحداث ما أخبرنا به سيّد شهداء الأمّة «السيّد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)»، سواء في كشفه طبيعة العدوّ الأمريكيّ- الصهيونيّ المجرم، أم بخصوص المخاطر التي تحدق بالأمّة وشعوب المقاومة من جانب دول التطبيع، وخاصة في الخليج؛ ونحن إذ نقترب من الذكرى السنويّة الأولى لشهادة الشهيد الأقدس فإنّنا نستذكر أنّه كان الأشجع والأنبه في تشخيص طبيعة آل خليفة المتصهينين، حينما قال إنّهم طغاة تافهون، وإنّهم ينفّذون في البحرين مشروعًا مستوحى من المشروع الصهيونيّ عبر التجنيس والتهجير والتغيير الديموغرافيّ، وأكّد (رضوان الله تعالى عليه) أنّهم لعبة بيد آل سعود، وليسوا سوى خَدّام جبناء للصهاينة والأمريكيّين، وهو ما تبيّن بجلاء بعد أن باعوا البلاد للأجانب الغزاة، وزادوا من إجرامهم ضدّ شعبنا وهويّته ومقدّساته وتاريخه الأصيل. وكما قال شهيدنا العظيم فإنّ كلّ هذه الجرائم لن تصيب شعبنا في البحرين باليأس والشعور بالهزيمة، ولن يحقق آل سعود هدفهم بإجباره على العودة إلى المنازل ورفع رايات الاستسلام، فهذا الشعب «الشجاع الصّبور» كما وصفه الشهيد الأقدس – لن ينحني ولن يستسلم مهما كانت الجراح والحراب.
6- مع بدء العام الدراسيّ الجديد، نحثّ طلّاب البحرين وطالباتهان على الجدّ والاجتهاد في تحصيل العلم وأعلى الشهادات العلميّة، وأن يسعوا ويثابروا لتنمية روح الإبداع والمعرفة، لأنّ ذلك هو السلاح والذخيرة لبناء الوطن الحرّ والمجيد، والإعداد للنهوض بالوطن المستقلّ الذي يجمع كلّ أبنائه الأصليّين ليتولّوا صناعة مستقبله المتقدّم. نؤكّد ضرورة أن تكون المعرفة الواسعة، وتنويع مصادر التعلم والثقافة جزءًا لا يتجزأ من مشروع البناء العلمي، بما في ذلك المعرفة بتاريخ البحرين الأصيل، وبعلمائها الأفذاذ، وهي الصفحة المشرقة التي يعمل آل خليفة لمحوها من الذاكرة، ومن الأرشيف الوطني، ومن مناهج التعليم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 8 سبتمبر/ أيلول 2025
البحرين المحتلّة