يكشف المشهد الحالي أنّ المقاومة الفلسطينيّة نجحت في فرض نفسها كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في أيّ تسوية، فيما الكيان الصهيونيّ يزداد غرقًا في مأزق سياسيّ وعسكريّ لا مخرج منه، فالمقترح الأخير لوقف إطلاق النار رغم ما يحمله من ثغرات، يعكس حقيقة أنّ العدو لم يعد قادرًا على تجاهل شروط المقاومة أو تجاوز حضورها.
ويرى مراقبون أنّه مع استمرار العدوان يزداد وعي الشعوب بخطورة المشروع الصهيونيّ، وتتضح أكثر معادلة الصراع: مقاومة متجذّرة تدافع عن حقّها وكرامتها، في مواجهة كيان استعماري مأزوم فقد قدرته على فرض الهيمنة، وهنا يكمن جوهر المعركة: صراع إرادات، فيه الكلمة العليا للشعوب التي لا تقبل الاستسلام.
وأكّدوا أنّ عجز الكيان عن فرض شروطه جعله يلهث وراء مفاوضات شكليّة يحاول من خلالها تحسين صورته أمام داعميه في الغرب، لكن الواقع يثبت أنّه الطرف الأضعف استراتيجيًّا، فالمقاومة برغم الحصار والدمار ما زالت قادرة على الصمود والاشتباك وإدارة ملفّ الأسرى من موقع قوّة، كما أنّ الوسطاء أنفسهم باتوا يدركون أنّ استبعاد المقاومة من أيّ حلّ سياسيّ أمر مستحيل.
http://alwaght.net/ar/News/268346