قالت إدارة «معرض شهداء البحرين»، مساء السبت 9 أغسطس/ آب 2025، في كلمتها الافتتاحيّة، للنسخة الثامنة من المعرض، تزامنًا مع زيارة الأربعين، إنّها تفتتح المعرض هذا العام، والمنطقة تشهد أحداثًا مفصليّة، خاصّة على صعيد محور المقاومة الذي قدّم قادته وكوادره تضحيات جسامًا في إحدى أشرس المعارك وأخبثها.
وأضافت أنّ الأحرار جميعهم فجعوا برحيل شهيد الأمّة الأسمى والأقدس، سماحة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، ومعه كوكبة من القادة والمجاهدين والعلماء النوويّين، في وقتٍ لا تزال فيه غزّة الصامدة تتعرّض لحرب إبادة شرسة منذ ما يقارب اثنين وعشرين شهرًا، خلّفت آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا، لافتة إلى أنّ هذه الأحداث تؤكّد بجلاء أنّ جبهة محور المقاومة واحدة، كما أنّ جبهة محور الشرّ واحدة، مهما تعدّدت الساحات.
وقالت إنّ محور المقاومة اليوم صار على مفترق طرق، وقد انكشفت الحقائق بلا رتوش: محور الشرّ، بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا، وحليفه الصهيوني الغاصب، وأدواته من المطبّعين، لن يتردّد في ارتكاب أبشع الجرائم لتحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على محور المقاومة، ولكن هيهات له ذلك.
واستحضرت إدارة «معرض شهداء البحرين» ما قاله رئيس مجلس الشورى في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في رسالته العاشورائيّة: «ظنّ يزيد أنّه بقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه قد انتصر، وغفل عن أنّ دماءهم أيقظت وعي الأمّة، فأطلقت الثورات تحت شعار «يا لثارات الحسين»، محقّقة هدفه «عليه السلام» الذي أعلنه: «إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي»، فكان انتصار الحقّ على الباطل»، مؤكّدة أنّ الحسين انتصر حين حُفظت بيضة الإسلام، وحين أشعل ثورته في وجه الظلم، وفي كلّ مواجهة انتصر فيها الحقّ على الباطل.
وأوضحت أنّ النصر لا يُنال مجّانًا، بل ثمنه التضحيات العظيمة، كما قدّم الحسين نفسه وأهله وأصحابه، وكما سُبيت نساؤه مشدّدة على أنّ التضحيات الكثيرة لا تعني الهزيمة كما يروّج العدوّ، بل هي وقود استمرار المسيرة، وهذا ما يُرى جليًّا في هذه الحشود المليونيّة التي تقطع المسافات حبًّا بالحسين وتأكيدًا للثبات على نهجه، لتثبت أنّ انتصاره باقٍ وفاعل.
وختمت إدارة «معرض شهداء البحرين» كلمتها بتأكيد الوفاء لهؤلاء القلّة في العدد، العظماء في الفعل، شهداء البحرين الذين أدّوا أدوارهم بكلّ إخلاص وتفانٍ، وأسهموا في انتصارات المحور، وتركوا خلفهم أجيالًا تجدّد العهد بالسير على النهج الحسينيّ.