أكَّد الأمين العام لحزب الله «سماحة الشيخ نعيم قاسم» أنَّ المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك، ولا يمكن لأمر دستوريّ أن يناقَشَ بالتصويت بل يتطلّب توافقًا، داعيًا إلى مناقشة استراتيجيّة أمن وطنيّ تحفظ قوّة لبنان.
وشدّد في كلمته خلال الاحتفال التكريميّ للواء الشهيد «محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)» يوم الثلاثاء 5 أغسطس/ آب 2025، على أنَّ المقاومة لا توافق على أيِّ اتفاق جديد، أو أيِّ جدول زمني يُعرَض لينفَّذ تحت سقف العدوان الصهيونيّ، وأنّ الحلّ هو بامتلاك أسباب القوّة وليس بالتخلِّي عنها، والاعتماد على الشرفاء، وليس على الذئب الأمريكي.
وعن الشهيد الحاج رمضان قال: «هو شهيد فلسطين الإيرانيّ الذي أفنى عمره في خدمة فلسطين»، حيث عمل في مكتب فلسطين المعني بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينيّة، وأمضى وقتًا طويلًا في «مرج الزهور» مع الفلسطينيّين المبعَدين، وكان يحرص على وحدة الفصائل الفلسطينيّة، ويحرص على أنْ يكون حزب الله على مقربة منهم.
وتوقّف سماحته عند الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، والذي أحدث جرحًا كبيرًا في لبنان، داعيًا إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخَّر النتيجة إلى هذه المدّة.
وتطرَّق الشيخ قاسم إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مبيِّنًا أنَّه «اتفاق غير مباشر أبرز تعاونًا وثيقًا بين المقاومة والدولة، وهو من أرقى أشكال التعاون، حيث سهَّلت المقاومة للدولة كلّ الإجراءات المطلوبة في الاتفاق دون أيِّ تأجيل»، مؤكّدًا أنَّ حزب الله التزم التزامًا تامًّا ببنوده، ولم يُذكر أيُّ خرق تجاه العدو أو حيالَ التعاون مع الدولة، ولكن في المقابل فإنّ «إسرائيل» انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات، حيث اعتبر أنّها ندمت على هذا الاتفاق، ورأت أنَّه يعطي حزب الله قدرة تخوِّل استمرارَ القوة الموجودة في لبنان، ولذلك لم تلتزم به.
ورأى أنَّ مصلحة الكيان الصهيونيّ أنْ لا يذهب لعدوان واسع؛ لأنَّ المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، وستسقط صواريخ في داخله، وكلّ الأمن الذي بنوا عليه لمدة 8 أشهر سيسقط في ساعة واحدة، موضحًا أنّه لو سلّم حزب الله سلاحه فإنّ العدوان لن يتوقّف وهذا ما صرّح به مسؤولون صهاينة.
وأكّد الأمين العام أنَّ المقاومة بخير، قويّة عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصمِّمة على أنْ تكون سيِّدة في بلدها، وأنْ يكون لبنان سيِّدًا عزيزًا مستقلًّا، وجمهورها صامد ومتماسك، والمجاهدون مستعدُّون لأقصى التضحيات، مشيدًا بجرحى «البايجر» وكلّ الجرحى مبينًا أنّهم لا يزالون يقدّمون الكثير.
وأضاف سماحته: «سنواجه الوصاية الأجنبيّة والتغوُّل الأمريكيّ العربيّ والتنمُّر الداخليّ، وهذه مرحلة خطرة من مراحل استقلال لبنان، لكنَّنا أقوى بثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة وبالوحدة».