صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيميحيي شعبنا في البحرين ذكرى عيد الاستقلال في 14 أغسطس/ آب، والتي ستبقى مناسبة وطنيّة شامخة في وجه كلّ أنواع الزّيف التي يواجهها تاريخنا الوطنيّ، ويدعو المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إلى وقفة جامعة في هذه المناسبة، وأخذ العبر والدروس ممّا يجري في بلادنا منذ قرابة 55 عامًا بعد أن أجهضت العصابة الحاكمة التجربة الوليدة التي كان المرجو منها أن تكون الانطلاقة الأولى نحو إقامة دولة دستوريّة ذات سيادة كاملة، لولا التآمر الإقليميّ والدّوليّ الذي ضحّى بحقوق الشّعوب في الحريّة والسّيادة مقابل الاستجابة لطغيان الأنظمة ومطامع القوى الاستعماريّة.
ونسجّل بهذه المناسبة العناوين الآتية ضمن موقفنا الأسبوعيّ:1- نشدّد على أنّ الحلّ الممكن لخروج البحرين من نفق الاستبداد والتبعيّة يبدأ من خلال الاستجابة لحقّ تقرير المصير الذي أقرّته المواثيق الدّوليّة، أسوة بما حصل في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من العام 1970مع تدخّل الأمم المتّحدة لتقصّي آراء المواطنين في مصير بلادهم البحرين، وهو المخرج ذاته الذي ظلّ يتمسّك به شعبنا بعد الانقلاب الأوّل على الدّستور (1975)، والانقلاب الثّاني (2001)، وعبّر عنه خلال السّنوات الماضية عبر العرائض الشّعبيّة وتلبية نداء قوى المعارضة في النزول الجماهيريّ الحاشد إلى الشّوارع ورفع مطالب التحوّل الدّيمقراطيّ وإنهاء الاستبداد والفساد الذي حلّ بالبلاد بعد إجهاض أحلام البحرينيّين في بناء دولة الاستقلال وتشييد نظام ديمقراطيّ حقيقيّ.2- إنّنا في الوقت الذي ننظر بكثير من الرّيبة وعدم الثقة إلى المجتمع الدّوليّ الذي صار عاجزًا عن تفعيل مواثيقه وقراراته، وغير قادر على الوقوف إلى جانب الشّعوب المظلومة، كما أثبت ذلك عجزه الفاضح أمام حرب الإبادة والتجويع التي يتعرّض لها شعبنا في غزّة؛ فإنّنا ندعو إلى العودة إلى قرار المبعوث الأمميّ «جيوشاردي» المكوّن من 13 صفحة، والصّادر في مايو/ أيّار 1970، والذي أكّد أنّ أغلبيّة شعب البحرين «ترغب في الحصول على الاعتراف بهويّتهم في ظلّ دولة مستقلّة وحرّة في أن تقرّر بنفسها علاقاتها مع الدّول الأخرى»، ونرى أنّ الارتكاز على هذا القرار يمكن أن يكون إحدى القواعد في استئناف الحراك الدّستوريّ الجديد وضمن نطاق العمل على انتزاع حقّ شعبنا في تقرير مصيره.3- نؤكّد أنّ الوضع المظلم الذي آلت إليه بلادنا البحرين اليوم هو أشدّ سوءًا ممّا كان عليه في كلّ السنوات والعقود التي سبقت حقبة الاستقلال وما بعدها، فقد تجمّعت في بلادنا كلّ المظالم والانتهاكات، ولم تعد هناك سيادة للبلاد ولا دستور يعبّر عن صوت الشّعب وإرادته الحرّة، وأصبحت قبيلة آل خليفة جاثمة على كلّ شؤون البلاد، وانتهكت كرامة المواطنين في وضح النهار، وأصبح التعبير عن الانتماء الدّينيّ والهويّة الأصيلة جريمة في نظر القوانين الخليفيّة، وباتت أرضنا مستباحة من الأغراب والمرتزقة والمحتلّين والصّهاينة، وتحوّلت إلى قاعدة عسكريّة لقوى الشّر لإدارة جرائمهم في المنطقة والعالم.4- ندعو القوى الوطنيّة إلى تفعيل الحراك الدّستوريّ الذي كان العنوان الجامع للنضال الوطنيّ قبل حقبة الاستقلال وصولًا إلى مرحلة الانقلاب على دستور 73 العقدي، لأنّ هذا الحراك كان يزخر بكمّ هائل من البرامج والمؤتمرات الوطنيّة التي أقرّت وثائق قانونيّة ودستوريّة وقرارات مهمّة على صعيد رفد النضال الدّستوريّ، ونحثّ على إعادة إحياء هذا النضال المشرّف وتقديمه للأجيال الحالية، واعتباره محطّة مجيدة في تاريخ هذا الوطن.5- نستهجن التحرّكات الأخيرة التي قام بها وزير الدّاخليّة «راشد الخليفة»، من خلال زياراته المشبوهة لمناطق محدّدة، ونرى أنّها توثيق آخر على انعدام الدّولة الوطنيّة في البحرين، وأنّ البلاد واقعة تحت رحمة المخطّط الطائفيّ البغيض لهذه القبيلة المجرمة، وإمعانها في اضطهاد المواطنين الأصليّين وتهديد هويّتهم وشعائرهم تحت شعارات زائفة باسم «تأصيل الهويّة»، والتي يُراد بها هويّة القبيلة والولاء لأجهزة القمع والخضوع المطلق للمحتلّين ومشاريع الهيمنة، وهو ما نعدّه عبوديّة كاملة لا يمكن أن يقبل بها أبناء شعبنا الأحرار الذين قدّموا التضحيات العظيمة جيلًا بعد جيل من أجل بناء وطن حرّ لا يرجف فيه الأمل، وهم ماضون في هذا النضال بكلّ إصرار، وحتى تحقيق آمالهم وتطلّعاتهم الحقّة.المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 4 أغسطس/ آب 2025البحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: ذكرى استقلال البحرين.. فرصة وطنيّة لإطلاق حراك دستوريّ في مواجهة الاستبداد والتبعيّة الأجنبيّة

ذكرى استقلال البحرين بين رواية السلطة والرواية الشعبية scaled