في عمق الليل، حيث ينبغي أن يسود الهدوء وتحلّ السكينة، تحوّلت ليلة الثالث من يوليو/ تموز 2016 إلى كابوس مظلم في حياة الشهيد «حسن الحايكي»، الذي كان يبلغ من العمر 35 عامًا؛ فقد اقتحمت مليشيات مدنيّة مسلّحة، مدعومة بقوّات مرتزقة تابعة لنظام آل خليفة، منزله بشكل همجيّ، واختطفوه إلى جهة غير معلومة. هذا الاختطاف لم يكن سوى بداية رحلة عذاب طويلة تعكس صورة من صور الظلم الواقع تحت سمع المجتمع الدوليّ وأمام بصره.
الشهيد «حسن الحايكي» الذي كان يطالب بحقوقه الإنسانيّة والعدالة لم يعلم أنّ نهاية مطالبته السلميّة ستكون في غياهب السجون، حيث الظلام والعذاب الذي لا ينتهي. تعرّض للتعذيب الجسدي والنفسي بأبشع الصور، في محاولة لكسر إرادته وإسكات صوته الذي كان يصدح بالحقّ.
رغم كلّ ما تعرّض له من معاناة، بقي الحايكي شامخًا، يتحدّى الظروف وتفضح قضيّته الاعتداءات التي يتعرّض لها المدافعون عن الحقوق الإنسانيّة في مناطق تسيطر عليها حكومات تتجاهل أبسط قواعد العدالة والقانون الدوليّ.
وكما جرت العادة في التعامل مع الرافضين للظلم والفساد، بثّ النظام صورة الحايكي على الإعلام الرسميّ، متّهمًا إيّاه بتهم باطلة لتشويه سمعته وتبرير الجريمة التي ارتكبت ضدّه.
لقد عمل هذا النظام الاستبداديّ على إظهار وفاة الحايكي كأمر ناتج عن «مشاكل صحيّة»، في مسرحيّة دعائيّة تقشعر لها الأبدان، هي من سمات الدول التي تحكمها أيدي رجال لا تراعي في معاديها أيّ ذمّة.
اليوم، بعد سنوات على رحيل الشهيد الحايكي، لا تزال قصته شاهدة على الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها الأبرياء في غياب العدل. تظلّ ذكراه حيّة تزرع الأمل في القلوب الموجوعة وتحثّ الخطى لمواصلة الكفاح من أجل الحقّ والعدالة.
وهنا، ينبغي للمجتمع الدوليّ والمؤسّسات الحقوقيّة والإنسانيّة عدم البقاء صامتين أو محايدين تجاه ما يحدث من انتهاكات جسيمة في هذه البلدان.
إنّ معركة الحايكي وأمثاله هي معركة كلّ حرّ في هذا العالم، فلا سلام دون عدالة، ولا حياة دون حريّة، ولكلّ ظالم نهاية، ولكلّ صوت مظلوم صدى يتردّد حتى بعد الرحيل.