شكَّل العدوان على غزة فرصة لكشف حقيقة الشعارات العربية بشأن فلسطين وقضيّتها، فكان امتحانًا لحكومات هذه الدول وشعوبها، أما حقيقة المواقف فتتكشف عبر الأفعال وخاصة في الحالة الفلسطينية، حيث يصبح الصمت تواطؤًا في جرائم الإبادة. فكيف إذا كان الصمت مصحوبًا بتآمر ودعم وتمويل للقاتل؟!
لكن الأفعال لا تتوافق دائمًا مع الأقوال، بل تتعارض معها أحيانًا. وهذا ما يتجلى بوضوح في حقيقة مواقف عدد من الدول الخليجية من القضية الفلسطينية، حيث تتحول القضية إلى مجرد استثمار سياسي، أو ورقة ضغط تفاوضية، أو سلعة تباع وتشترى لتحصيل نفوذ أو مكاسب معينة.
ويحلّ النظام الخليفي في المرتبة الثانية بعد الإمارات مع تزايد لافت في التطبيع الأمني والعسكري (10 حالات)، فضلًا عن 22 حالة تطبيع اقتصادي و14 دبلوماسية، ما يشير إلى توجّه استراتيجي نحو تعزيز الشراكة مع الكيان في الملفات الحساسة، كما تشير مؤشرات التطبيع إلى تشكّل خارطة جديدة للعلاقات الخليجية – الصهيونية تتراوح بين المعلن والخفي، لتكشف تحولات عميقة في تموضع بعض الأنظمة الخليجية ضمن مسارات جديدة قوامها التلاقي مع الأجندات الصهيوأمريكية في المنطقة.
الدور الخفي لدول الخليج في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة: بين التطبيع العلني والتعاون السري