صدر عن الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم بيان حول التجويع والتنكيل الصهيونيّ بأهل غزّة، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يبثه الإعلام المسموع والمرئي على مستوى العالم من المشاهد الكارثيّة المأساويّة التي تجري في غزّة -الويل والعذاب والدماء والدموع والجوع والخوف والفزع والتنكيل والتشريد -على اليد الصهيونيّة واليهوديّة المحرّفة للرسالة الموسويّة بإمدادٍ أمريكي ومشاركة أمريكيّة في أكثر من بُعد وبدعم من توابع هذا المحور الجاهلي الخبيث المتخلّي عن كلّ القيم الدينيّة والإنسانيّة، هذا الذي يثبت بصورة موثّقة لا تدع شكّاً عند السامع والمشاهد واحدة من أكبر الجاهليات المنكرة التي حدثت على سطح الأرض، والتي يتحمل مسؤوليّة وزرها مليارات البشر، وتشهد بسقوط حضاري ذريع، وتنذر بدمار شامل يعمّ الأرض، وهو عار على الأمّة الإسلاميّة جمعاء من عرب وغيرهم، وخيانة من كل الداعمين والمتعاونين مع رؤوس الطغيان في الأرض، والراضين بما يجري على أيديهم من وحشيّة وبهيميّة ووضاعة وخسّة وتردٍّ سحيق، وهو تخاذل وفقْدٌ للغيرة وإحساس الضمير من كلّ القادرين على نصرة المظلوم على الظالم بما كَثُرَ أو قلّ ثم لا يفعلون.
وهذا الذي يجري من عدوان بكلّ ألوانه السوداء المتعددة، وانتهاك لكلّ الحرمات في غزّة على يد الصهاينة وكلّ داعميهم والراضين بعملهم والمقصّرين في الدفاع عن المظلومين المستضعفين من أكبر الامتحانات العامّة والابتلاءات الإلهيّة التي تواجه الأمّة الإسلامية اليوم، وكلّ إنسان له شيء من ضمير في هذا العالم من أيّ انتماء كان، ومن أيّ مكان.
وكفى بالسقوط في هذا الامتحان سبباً لاستحقاق العقاب الدنيوي العاجل العظيم الذي يأتي عامّاً وكاسحاً.
إننا لنظلم أنفسنا حين نرى فظائع المنكرات والمصائب تحيط بحياة إخواننا في الإسلام في غزّة، ونبخل ببذل الشيء الكثير والقليل حسب المقدور مما يخفّف محنتهم التي هي بوزن الجبال.
مطلوب دين، أُخوّة، غَيْرة، حميّة، ضمير، شرف، ونجدة.
عيسى أحمد قاسم
27 محرّم 1447هـ
23 يوليو 2025م
https://almuqawim.net/?p=13169