عندما يأتي الحديث عن الحريّة وكرامة الإنسان، تتجلّى المعاني السامية ويتوهج لهيب الثورة في قلوب الشرفاء الذين ينشدون العدالة والمساواة ويناضلون في سبيل الحقّ.
من هنا، في أرض البحرين الغالية، حيث تتوارى شمس الحريّة خلف سجون الظلم والطغيان، يظلّ 24 يوليو/ تموز «يوم الأسير البحراني»، منارة توقد نيران الأمل والصمود في نفوس أبناء شعب ينشد الكرامة والحريّة لمعتقلي الرأي والضمير.
هذا اليوم ليس مجرّد تاريخ عابر، إنّما هو رمز للتضامن المُطلق مع الأسرى وعائلاتهم الأبيّة التي لا تنكسر؛ فيه نقف إجلالًا وتقديرًا لهؤلاء الذين سُلبوا حريّتهم ظلمًا وعدوانًا؛ لأنّهم تجرّأوا على قول كلمة الحقّ والمطالبة بالتغيير وإنهاء الاستبداد.
أيّها الأسرى الأحرار في زنازينكم، كونوا على يقين أنّ صمودكم وتضحياتكم لن تذهب سُدى. فلكلّ نظام طاغ ومستبدّ نهاية، والتاريخ شاهد على أنّ الشعوب المناضلة انتصرت وستظلّ تنتصر في النهاية. فليعلم جيّدًا الكيان الخليفيّ الذي يظنّ أنّ بإمكانه قمع الأصوات الحرّة وإبادة الروح الثوريّة، أنّ كلّ محاولاته محتومة بالفشل أمام عزيمة شعب لا يقبل الذلّ والإخضاع.
ونحن، في هذا اليوم العظيم، نجدّد العهد والبيعة للحراك الثوريّ والميدانيّ الذي لن يتوقف ولن يلين ذراعه حتى يُفتح باب كلّ سجن، ويُفرج عن كلّ أسير، وعلى رأسهم القادة الذين أضاؤوا الطريق بوعيهم وتضحياتهم. إنّ دماء الشهداء وآهات الأسرى ودموع الثكالى لن تذهب هدرًا، بل ستكون وقودًا يُذكي شعلة النضال حتى يُحقق الشعب البحرانيّ كامل أهدافه.
في «يوم الأسير البحراني»، نذكّر العالم بأنّ الحريّة هي حقّ مقدّس لكلّ إنسان، وأنّه لا يمكن لأيّ قوّة أن تُطفئ نور الحقيقة مهما أظلمت سماء القهر، ومع كلّ صباح جديد، ستبزغ شمس العدالة لتُشرق على بحرين مُحرّرة، سيّدة، ترفل في ثوب العدالة وحكم القانون.
بالصبر، العزيمة، والإباء، يا أهل البحرين الشامخين، ستتحرّرون من أغلالكم وتقتلعون جذور الطغيان. مهما طال الليل، فالفجر قادم لا محالة، وما يوم الأسير البحراني إلّا شعاع يقين يتبعه نهار النصر الذي نصنعه معًا، بالإرادة، بالتضامن، وبالمقاومة التي لا تعرف الكلل أو اليأس.