طالب المركز الفلسطينيّ لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبيّ بمراقبة تنفيذ التفاهمات التي أعلنها مع الاحتلال الصهيونيّ، ميدانيًّا وضمان عدم بقائها حبرًا على ورق، بعدما ثبت فشلها في تحقيق أيّ تغيير ملموس على الأرض.
وحذّر المركز في بيان له، يوم الأحد 20 يوليو/ 2025، من أنّ سكّان القطاع على أعتاب كارثة مؤكّدة في ظلّ غياب تام للقدرة على التدخّل والاستجابة نتيجة استمرار الحصار المشدّد الذي تفرضه قوّات الاحتلال على القطاع منذ 2 مارس/ آذار 2025، لافتًا إلى أنّ المجاعة فيه باتت واقعًا لا يُحتمل، ووضعاً قاتمًا يعيشه مليونا فلسطينيّ محاصرون تحت وطأة الحرمان ونيران القتل، وفي ظلّ حصار شامل، وتدمير منهجيّ لمقوّمات الحياة، وفشل كامل للمنظومة الدوليّة في وقف جريمة الإبادة الجماعيّة التي تُرتكب بحقّ السكّان منذ 22 شهرًا، وسط عجز المجتمع الدوليّ عن وقفها، علاوة عن العجز في تأمين المساعدات الغذائيّة والصحيّة، وهو ما مكّن سلطات الاحتلال من مواصلة جرائمها دون رادع، والإفلات الكامل من المساءلة والعقاب.
وذكرت وزارة الصحّة الفلسطينيّة أنّ أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل أعدادًا غير مسبوقة من كافة الفئات العمريّة لمواطنين يعانون من حالة الإجهاد والاعياء الشديدين، بعد أن فقدوا الكثير من أوزانهم ونحلت أجسادهم نتيجة عدم تناولهم الطعام لأيّام طويلة.
هذا ويعمد الكيان الصهيونيّ إلى قتل المواطنين الذين يتوجّهون إلى «مراكز توزيع المساعدات»، التي تحوّلت إلى ساحات إعدام ميداني للمدنيّين المجوّعين، حيث قتلت قوّاته 851 فلسطينيًّا وأصابت أكثر من 5634 آخرين قرب تلك المواقع.
وأكّد المركز الفلسطينيّ أنّ المجاعة في غزة باتت جزءًا لا يتجزأ من مشروع سياسيّ صهيونيّ لإخضاع السكّان وتفكيك المجتمع في القطاع، ورأى أنّ استمرار الصمت الدوليّ، وتقاعس منظومة العدالة الدوليّة، يمنح الاحتلال غطاءً سياسيًّا وجنائيًّا لمواصلة الإبادة.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» قالت من جهتها إنّ الكيان الصهيونيّ يتعمّد تجويع المدنيّين في قطاع غزّة بمن فيهم مليون طفل يعاني الكثير منهم سوء التغذية ويواجهون خطر الموت، موضحة أنّ لديها ما يكفي من الغذاء لجميع سكّان غزّة لأكثر من ثلاثة أشهر، وهو مُخزّن في مستودعات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، وكلّ ما يلزم لإيصاله هو رفع الحصار عن القطاع والسماح لها بإدخال الغذاء والأدوية.
ويعيش مليونا إنسان في قطاع غزّة أزمة إنسانيّة على المستويات كافة، حيث تغلق سلطات الاحتلال المعابر منذ 2 مارس/ آذار 2025، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبَّب تفشي المجاعة داخل القطاع.
https://14f2011.com/ar/news/433526/%d8%a7%85/