الطاغية حمد وسياسة الولاء للخارج
يعدّ حكم آل خليفة بقيادة الطاغية «حمد آل خليفة»، في قلب التوتّرات والصراعات التي تشهدها البحرين، نموذجًا صارخًا لفقدان الشرعيّة والانحراف عن المسار الديمقراطيّ والتواصل الحقيقيّ مع شعب البحرين.
ليس الأمر مجرّد استبداد في الحكم أو قمع للأصوات المنادية بالحريّة فحسب، بل هو أيضًا فقدان لأيّ رابطة حقيقيّة أو حس بالانتماء لهذه الأرض وخصوصًا لشعبها الذي أثبت بكلّ شجاعة وإصرار أنّه لن يركع إلّا لله.
يظهر التاريخ الطويل لهذه العائلة الحاكمة مدى التزامها بخيانة المبادئ التي ينبغي أن تقوم عليها أيّ حكومة منتخبة أو شرعيّة: العدالة، الإنصاف، الديمقراطيّة وحفظ الحقوق. بدلًا من ذلك، اختار الطاغية حمد آل خليفة وعائلته القبليّة طريق الولاء لقوى الاستعمار، وعدم الانتماء للشعب ومبادئ الحكم الرشيد، وإظهار عمالة واضحة لأجندات خارجيّة على حساب الحاجة الماسّة إلى تطوير وطن ينعم بالحريّة والعدالة.
هذا الركون إلى الظلم وخيانة الوطن وأبنائه ليس إلّا إشارة إلى الفراغ الذي يعانيه نظام آل خليفة من أيّ شكل من أشكال الشرعيّة الحقيقيّة؛ شرعيّة لا يمكن أن تكتسب عبر القوّة والترهيب أو التملّق للقوى الأجنبيّة، بل شرعيّة تُكتسب من خلال الأخذ بإرادة الشعب الحرّ. إنّ دماء الشهداء وصرخات الأحرار في وجه الظلم تشهد على الطريق الطويل الذي سلكه شعب البحرين في مقاومته المستمرّة لهذا النظام الفاسد.
المطالبة بتقرير المصير ليست مجرّد رغبة في تبديل وجوه السلطة، بل هي دعوة إلى إحياء القيم والمبادئ التي يستحقّها شعب البحرين، وهي حقّه المشروع؛ إنّ النضال من أجل الحريّة والكرامة يمتدّ عبر كلّ شارع وبيت في البحرين، معلنًا أنّ شرعيّة الحكم لا تُمنح من قبل قوى الاستعمار أو من خلال القمع والترهيب، بل تُكتسب بالعدالة، وبتحقيق أماني الشعب في الحريّة والحياة الكريمة.
حان الوقت لكي يُعاد الاعتبار للشرعيّة في البحرين، شرعيّة لا تُبنى على أنقاض الحريّة بل تُـبنى مع كلّ نبضة قلب حرّ، تنادي بالعدالة، الديمقراطيّة والمساواة. لا بدّ من أن يعلم آل خليفة أنّ تاريخهم الملطّخ بدماء التضحيات الجسيمة التي قدّمها أبناء البحرين وبالخيانة للوطن والشعب الأصيل، سيظلّ محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة كدرس بأنّ الشرعيّة لا تُسلب ولا تُغتصب، بل تُكتسب بالحقّ والعدل.