مقال/ عاشوراء تثبت أن البحرين بلد قمعي اضطهادي
بقلم/ إدريس البحراني
إنّ استهداف الشعائر الدينيّة والتضييق على الحريّات الفردية بات أمراً مُجاهَراً به في بلدٍ يدّعي العدالةَ والحرّية، وحديثُ السّلطة بأنّ البحرين هي واحةُ سلام وتعدديّة مذهبيّة، وحريّات دينيّة تجاوزَ الكذبَ إلى محاولة التغطية على واقعٍ قمعيّ سيّئ، وما جرى خلال أيام عاشوراءَ اختصر ما يحدث منذ سنوات، وبيّن أن المواطن البحريني يعيش حالةَ الاضطهاد الدينيّ كسلوكٍ رسميّ ومنهَجيّ مِن طرف النظام، واعتقالُ الخطباء والرواديد الحُسينيين، وجرُّ العشرات منهم إلى التحقيق، وإزالةُ المظاهر العاشورائيّة خيرُ دليلٍ على ذلك.
الشارعُ البحريني اليوم يستهجنُ غيابَ النظامَ والمرجعيّة الدستوريّة والقانونيّة والقضائيّة، وهيمنةَ حالةٍ من العبث الرسميّ التي رسّختها السلطة طوال السنوات الماضية بشكلٍ يُتيح للوزراء والمسؤولين والأجهزة الأمنيّة التعدّي على الحقوق الدستوريّة المكفولة، والحقّوق المدنيّة والسّياسيّة، وتفسيرَ النصوص القانونيّة بطريقةٍ ملتوية، وفرضَ رُؤىً أُحاديّةٍ تتعارض مع مواد الدستور، وتُغطّي على جرائمِ الحكومة البحرينية التي تحاول دائماً الإفلاتَ من العقاب وتجاوزَ كلّ القوانين الدستورية والدولية، وتجعلها تحت أقدامها.
إنّ التعامل بمنهجيّة مزدوجة بين ما هو واقع، وبين ما هو أَمام الإعلام باتَ سياسةً مكشوفةً للقاصي والداني، تأتي بنتائجَ عكسيّةٍ وتُمثّل فضيحةً تحمل عنوانَ النّفاق والخداع والكذب، وعلى السلطة إنهاءُ هذا السلوك المَعيب الذي يحطُّ من قدر البلد، ويجعله في مصافّ الدول الأكثر تخلُّفاً وإجراماً في العالم.
إنّ تعرّض موسم عاشوراءَ للتدخّل الرسميّ وتحويله لنقطة صراع، لتصفية الحسابات والانتقام من الحالة الشعبيّة، يجب أن يتوقّف بشكلٍ فوريّ ونهائيّ، وعلى الدولة الاعتذارُ عنه واستبدالُه بسياسات جديدة وعادلة، تقوم على أساس التعايش الحقيقيّ، وضمانِ الحريّات الدينيّة بشكلٍ فعليّ، فالحكومة البحرينية فيها ما فيها من مشاكلَ اقتصاديةٍ وأخلاقيةٍ وتعليمية، كان الأولى عليها حلُّها، بدل الذهاب إلى خنق الحرّيات الفرديّة والتضييق على المظاهر الدينيّة التي لا تشكّل أيّ تهديدٍ أو خط على الإسلام ولا على الدستور.