صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيمنتقدّم في المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بمناسبة عاشوراء وفاجعة كربلاء بأحرّ التّعازي إلى عموم المسلمين ومراجع الدّين والعلماء الأجلّاء ووليّ أمر المسلمين «السيّد علي الخامنئيّ (حفظه الله تعالى)»، وإلى شعب البحرين الوفيّ الذي لبّى نداء الحسين «عليه السلام» في رفض الذّلة والهيمنة، فكان ثابت الأقدام في مواجهة تهديدات الكيان الخليفيّ واعتداءاته الآثمة على الشّعائر الحسينيّة، وصدح مرّة أخرى بأعلى الأصوات بأنّ موقفه لن يتزحزح عن نصرة الحقّ وأنّ التهديدات الإرهابيّة لن تفلح في إبعاده عن قيمه ومبادئه وهويّته الأصيلة، فكان نجاح الموسم هذا العام من خلال المحافظة على إحياء عاشوراء وثورة كربلاء كما أرادها الإمام الحسين «عليه السلام»، والثبات على جبهة المقاومة وإعلان البراءة من الطغاة والمستكبرين في كلّ مكان.
وبهذه المناسبة نسجّل في الموقت الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- إنّ اتساع حملة القمع والترهيب التي تعرّض لها إحياء عاشوراء هذا العام هو تنفيذ عمليّ لتهديدات وزير داخليّة الكيان راشد الخليفة الذي نعدّه وزير «الإرهاب والاضطهاد الدّينيّ»، ونكرّر الدعوة إلى ملاحقته قضائيًّا على المستويات. نؤكّد في الوقت نفسه أنّ هذا المجرم هو عبد ومنفّذ للأوامر الأمريكيّة- الصّهيونيّة، وأنّ الطاغية حمد هو المسؤول الأوّل عن هذه الجرائم؛ ما يجدّد مطلب إسقاطه ومحاكمته على جرائمه الموصوفة ضدّ العقيدة والهويّة، وقد جاء حديث الطّاغية بمناسبة نهاية عاشوراء ليؤكّد أنّه عنوان الخراب والبلاء الذي تعانيه البحرين وشعبها الكريم، ولا أمان ولا استقرار لهذه البلاد بوجوده.
2- لقد اختار الطّاغية حمد وكيانه المجرم الإمعان هذا العام في استهداف شعائر عاشوراء، وأن يوسّع من حملة القمع وترهيب الخطباء وأصحاب المآتم والرواديد والجمهور الحسينيّ؛ ليعطي الأمريكيين والصّهاينة رسالة مباشرة بأنّه ملتزم بخدمة حلفهم الشّرير، وليقول لهم إنّه لن يتوانى عن تنفيذ ما يؤمر به لتحقيق مشروعهم في مواجهة كلّ شعار وموقف يناصر الحقّ والمقاومة ويعادي الاستكبار، وهو ما يؤكّد أنّ شراسة الطّاغية وشرذمته في استهداف شعائر عاشوراء يأتي في سياق تمدّد العدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وما يُخطّط له في هذه الأيّام للدّخول في مرحلة جديدة من التطبيع والهيمنة، ووفق أحلام الشّرق الأوسط الصّهيونيّ.
3- إنّ المشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ يضع في حسبانه كلّ المواقع والأماكن التي ترفع رايات الحقّ والمقاومة، ويخطّط ليل نهار من أجل الإجهاز عليها عبر عملائه الحاكمين في مستعمرات الخليج، وهم يعلمون أنّ ساحة البحرين واحدة من السّاحات الثابتة في التصدّي لهذا المشروع الخبيث، خصوصًا أنّ شعبها متمسّك بتاريخه النضاليّ، والحفاظ على هويّته الأصيلة التي تمنحه القوّة والرّسوخ في هذه المواجهة، ويعدّ إحياء عاشوراء وإقامة الشّعائر الدينيّة مصدرًا أساسيًّا لهذه القوّة والعنفوان، ومنها يتجدّد الموقف الشعبيّ المدوّي في الهتاف ضدّ الأمريكيّين والصّهاينة والطغاة، والمضي على خطى المقاومين والمجاهدين والكربلائيّين. لذلك كان المخطّط المتواصل لاختراق هذه الشّعائر وتجويفها من معانيها الأصيلة تحت عنوان «عدم تسييس المواكب»، وهذا المخطّط يتمّ بإدارة أمريكيّة بريطانيّة صهيونيّة وبتنفيذ مباشر من آل خليفة الأشرار.
4- تؤكّد الاعتقالات والاستدعاءات التي طالت الناشطين في إحياء عاشوراء أنّ شعبنا في البحرين لن يتنازل عن هوّيته ودينه وشعائره، مهما كانت التهديدات والاعتداءات، وقد وصل هذا الثبات الحسينيّ إلى منْ يهمّه الأمر في أوكار التجسّس وفي قصور الطّاغية ومرتزقته، ونرى أنّ هذا الثبات ستكون له آثاره الكبيرة في بعثرة أوراق المتآمرين على المنطقة، فضلًا عن إحباط آمال الطّاغية في الاستقواء بالعدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ على المقاومة ومحورها الشّريف. ولا ينبغي لأحد أن يستهين بقيمة الحضور الحسينيّ الحاشد هذا العام في البحرين، والأثر الكبير لدويّ هتافات «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل» في قلب العاصمة المنامة التي رفرفت فيها رايات الإباء والمقاومة وصور قادتها الشّهداء وخاصة سيّد شهداء الأمّة «السّيد حسن نصر الله (قدس الله سره الشّريف)»، فهذا كلّه أفسد مخطّط اختطاف الإحياء العاشورائيّ، ووجّه ضربة قاصمة للطّاغية حمد الذي كان يُمنّي النّفس بأن يقدّم لأسياده الأمريكيّين والصّهاينة هذا العام العون الكبير على إسكات النصرة للمقاومة في البحرين، وأن يضمن لهم نجاحه في تجفيف عاشوراء واختراق المآتم وتحويل الإحياء إلى كرنفال تقليديّ يشارك فيه جلاّدو راشد الخليفة المعروفون بتاريخهم الأسود.
5- إنّ رسالة شعب البحرين في عاشوراء الحسين «عليه السلام» هي أنّ هذه البلاد لن تكون وكرًا للمستكبرين والمجرمين لتنفيذ مشاريعهم ضدّ الأمّة والمقاومة، ولن يكون فيها موطأ قدم للإرهاب الأمريكيّ والصّهيونيّ والخليفيّ، وستظلّ مع شعبها الأبيّ في الجبهة الشّريفة المؤيّدة للمقاومة في غزّة ولبنان واليمن والجمهوريّة الإسلاميّة، ولن تخضع للإذلال والاستكبار والدسائس والفتن، وخيارها الثابت هو الكرامة والعزّة والشّهادة على خطى الإمام الحسين وأهله «عليهم السلام» وصحبه الشّهداء الأخيار. وقد رأى المجرم راشد والطّاغية حمد كيف أنّ شعبنا عصيّ على الخضوع والاستسلام، وأنّ القتل والإرهاب لن يزيده إلّا إيمانًا واستبسالًا من أجل عقيدته وهويّته، ومهما خطّطوا وتآمروا لمنعه من إحياء عاشوراء الإيمان والإباء والثورة؛ فإنّهم لن يجنوا غير الخيبة والعار، فعاشوراء صوت الأحرار والمقاومين، وستظلّ كذلك حتى دحر الطّغاة وطرد المحتلّين والمطبّعين من بلادنا ومن فلسطين العزيزة ومن كلّ المنطقة إن شاء الله تعالى.المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 8 يوليو/ تموز 2025مالبحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: الثبات الحسينيّ في عاشوراء البحرين أفشل استقواء الطّاغية حمد بالمشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ
