قالت الهيئة النسائيّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ عاشوراء الإمام الحسين «ع» بحر من المعاني والدروس لا أمد له، ذلك أنّ عاشوراء حوت كلّ جوانب الحياة، وعلى مختلف الصعد، فهي ملحمة إنسانيّة بكلّ ما للكلمة من معنى، فقد كانت معركة دينيّة عسكريّة وسياسيّة واجتماعيّة، حيث خرج الإمام الحسين «ع» ذودًا عن الدين وحفظًا له، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وأضافت في كلمتها بالملتقى العاشورائيّ السنويّ الحادي عشر الذي نظّمته هذا العام تحت شعار «إيمان وإباء» أنّ في كربلاء تجسّدت أبى صور التلاحم العائليّ والإنسانيّ بعد أن رفض الأهل والأصحاب ترك الحسين «ع» وحيدًا في مواجهة الأعداء، لتؤسس بذلك عاشوراء مدرسة عظيمة متكاملة لكلّ زمان ومكان يواجه فيهما الحقّ الباطل.
ولفتت إلى أنّ العالم يعايش اليوم كلّ هذه المصاديق، من حرب الإبادة الصهيونيّ على غزّة منذ نحو سنة و9 أشهر، إلى حربه على لبنان واغتياله شهيد الأمّة المفدّى «سماحة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)»، إلى عدوانه الغاشم على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران المدعوم أمريكيًّا والمسنود بصمت دوليّ مخزٍ، كلّ ذلك يشي أنّ معركة الاستكبار والطواغيت على المستضعفين أصحاب الحقّ لم تتوقّف، ولن تتوقّف، ولن يردع هؤلاء المجرمين غير الوقوف بوجههم وعدم الاستسلام لهم.
وأكّدت نسائيّة الائتلاف أنّ غزّة صامدة رغم عشرات آلاف من الشهداء، والدمار الهائل، ولبنان صامد رغم استشهاد القائد، وإيران صامدة بالوليّ الفقيه والقيادة الحكيمة والشعب المتمسّك بحقّه، وشعوب المنطقة المترابطة ضمن هذا المحور مؤمنة بالقضيّة ولا تراجع عنها.
ورأت أنّ المنطقة اليوم أمام مفترق طريق، إمّا يكون الإنسان مع الحقّ وإمّا وراء الباطل يمشي، لا خيار ثالث، مشدّدة على أنّ الحياد هو أمر مرفوض، مشيدة بشعب البحرين الذي قال كلمته وأكّد موقفه، أنّه ماضٍ مع المحور المقاوم رغم كلّ التضييق الذي يعانيه ورغم تصهين النظام وتخلّيه عن فلسطين، فهو استمدّ ثورته المباركة من عاشوراء، وشهداؤه التحقوا بالقافلة الحسينيّة، وشبّانه اقتدوا بأصحاب الحسين وأهل بيته «عليهم السلام»، وحرائره أثبتن أنّهن زينبيّات، تحمّلن الضيم والألم والفراق والفقد ولم يتراجعن، ولم يخذلن الثورة ولا الحقّ.
وأكّدت الهيئة النسائيّة في ائتلاف 14 فبراير أنّ شعب البحرين سيظلّ في خندق المواجهة، وفق ما تمليه عليه مسؤوليّته الشرعيّة والدينيّة والأخلاقيّة، وسترخص التضحيات منه مقابل ما يقدّمه غيره لأنّه يؤمن أنّ الجهاد يكون حتى بالدعاء والموقف الداعم، والكلمة المناصرة، والتظاهرة المساندة.
وجدّدت العزاء في هذا العام لصاحب العزاء صاحب العصر والزمان «عج»، معاهدة إيّاه على أنّ عاشوراء ستظلّ المشعل المنير الذي لن يطفئه يزيد العصر، ولن تتخلّى البحرين يومًا عن إحيائها ولو قطّعوا أبناءها إربًا إربًا، فهي حيّة فيهم، ونبضها يتجدّد مع كلّ شهيد ومعتقل ومطارد، وأمّ صابرة محتسبة، وزوجة صامدة.
https://www.instagram.com/14feb_w_coalition/