صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيميجدّد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير العزاء والمواساة للمسلمين في العالم مع حلول شهر محرّم الحرام وذكرى عاشوراء الفجيعة، ويستقبل شعبنا العزيز في البحرين عاشوراء هذا العام في ظلّ أحداث ومتغيّرات كبيرة تشهدها البلاد والمنطقة، ما يزيد من الضّغوط المفروضة على إحياء هذه الذّكرى الخالدة، ومساعي حرْفها وتحريفها، لما فيها من إحياء لقيم الإسلام المحمّدي الأصيل، والتي يخشاها الطغاة والمحتلّون، وعلى رأسها قيمة الجهاد الكربلائيّ في مواجهةِ الخنوع وسياسةِ الاستسلام والبيعة للظّالمين، وهي قيم ثابتة يتمسّك بها شعبُ البحرين في إحيائه لعاشوراء، ويصرّ على تجسيدها في كلّ عام، رغم إرهاب الكيان الخليفي ومحاولاته المتواصلة لتشويهها وتحويلها إلى كرنفال طقوسيّ منزوع من دروس الإمام الحسين «ع» والقيم الأصيلة التي ضحّى وأهله وصحبه الأخيار من أجلها.
ونسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية على ضوء الأحداث الأخيرة:
1- تختصر كلمة وزير داخليّة الكيان الخليفيّ «راشد الخليفة» خلال ما يُسمّى اللّقاء السّنوي برؤساء المآتم؛ الدّور المركزيّ الذي يتولاّه منذ استلام منصبه، وخاصّة على صعيد تطبيق خطّط محاربة هويّة شعب البحرين وتاريخه الأصيل. وندعو إلى توثيق هذه الكلمة واعتبارها مادّة إدانة مسجّلة ضدّ الوزير وكيانه المجرم، لأنّها تقدّم إثباتًا جديدًا على التدخّل الحكوميّ المباشر في الشّعائر والعبادات، وإجبار المؤمنين على أدائها وفق شروط إلزاميّة وتحت تهديد القمع، وهو ما يخالف المواثيق الدّوليّة في حماية المعتقد، وتجريم التدخّل القسريّ في طقوس الأديان وأتباع المذاهب الدّينيّة. ونحثّ قوى المعارضة على العمل معًا لتنظيم حملةٍ واسعة لملاحقة الوزير المذكور، وتصنيفه «وزير الإرهاب والاضطهاد الدّيني»، ودعوة المؤسّسات الحقوقيّة المعنيّة إلى التحرّك من أجل محاكمته وعدّه واجهة مضلّلة لتمرير دعايات آل خليفة حول الحوار والتسامح، التي تخفي مشروع الاستهداف الممنهج لعقائد المسلمين الشّيعة في البحرين، وعبر وسائل وتكتيكات ترقى إلى مستوى الإبادة الثقافيّة وطمس هويّة الشّعب الأصيلة.2- إنّنا نحذّر من التّماهي مع تدخّلات الكيان الخليفيّ في إدارة موسم عاشوراء، ونرى أنّ التساهل مع هذه التدخّلات فتحت الطريقَ واسعًا لإمعان وزير الدّاخليّة في توسيع تدخّلاته الفاضحة، وصولًا إلى فرْض تفسيرات مشوّهة لإحياء عاشوراء، وبما يناسبُ تثبيت حكم الاستبداد الفاسد وتحويل الطّاغية حمد (هاتك الأعراض والمقدّسات) إلى الرْاعي الأوّل للشّعائر والمآتم، كما يعمل الكيانُ الخليفيّ على تعميم تفسيراته المنحرفة وإجبار مسؤولي المآتم على الالتزام بها وكأنّها الإرشادات المرجعيّة في أداء الشّعائر الدّينيّة، ونؤكّد أنّ السّكوت على ذلك إقرارٌ بسياسة التحريف الأمويّة لعاشوراء والتي لم تتوقّف منذ قرون، كما أنّ التعاون – بأيّ شكل من الأشكال – مع هذا التدخّل البغيض هو قبول باعتداءات مرتزقة آل خليفة على الشّعائر والمعزّين. ونشدّد في هذا المجال على عدم استقبال المسؤولين الخليفيّين في المآتم وإشعارهم بالامتعاض وأنّهم غير مرحّب بهم في مجالس عاشوراء ومواكب العزاء.
3- نعتقد أنّ سلوك آل خليفة العدوانيّ ضدّ عقائد شعب البحرين وشعائره لا ينفصل عن الأدوار الأساسيّة التي يتولّى الكيان الخليفيّ تنفيذها على صعيد المخطّط الأمريكيّ- الصّهيونيّ في إعادة بناء المنطقة وبرمجة شعوبها على ثقافة الهزيمة والخضوع الذّليل لمشروع «الشّرق الأوسط الجديد» الذي يتلازم مع محاربة قيم المقاومة والعزّة والتحرّر من الظّالمين، وهي عناوين أساسيّة لعاشوراء الإمام الحسين «ع». وإذا كانت الحقيقة تخفى على بعضهم؛ فإنّ عليه أن يعود إلى تصريحات الصّهاينة المتكرّرة التي تقرّ بخطورةِ مدرسة عاشوراء والمحور المقاوم الذي يجسّد قيمها الأصيلة، وتشدّد على ضرورة مواجهة هذه المدرسة من خلال التبشير بثقافات التّغريب والتحلّل الدّنيوي، والاندماج في قيم الرأسماليّة والمادية المتوحّشة.4- نرى بوضوح كامل أنّ محاربة آل خليفة لشعائر عاشوراء هو جزء متّصل بمشروع الهيمنة الكبير الذي يُخطط له الصّهاينة والأمريكيّون على مرأى العالم، ونعتقد أنّ الكيان الخليفيّ من أكثر الكيانات هرولة وراء هذا المشروع، لأنّه يشبه أصحابه في الطبيعة العدوانيّة والاحتلاليّة، ويهمّه الإبقاء على حكمه غير الشّرعيّ ومافيا الفساد ولو من خلال البيعة ليزيد العصر «ترامب»، والقبول بتنفيذ ما هو أبعد من التطبيع مع الصّهاينة، أي محاربة المقاومين وكلّ منْ يرفع رموز التحرّر وثقافة الجهاد ضدّ المحتلّين.وهنا نجدّد موقفنا تجاه الطاغية حمد الذي يرغب في أن يسجّل بعهده الأسود فضائح وعبوديّة يتفوّق بها على أسلافه المحتلّين، ونقول له ولمرتزقته إنّه يرتكب حماقة كبيرة باعتدائه الصّريح على الشّعائر الحسينيّة، فالغضب الذي سيتفجّر من الناس لن يكون هذه المرّة محسوبًا على موازين السّياسة، بل سيكون انفجارًا من عمق الولاء للدِّين والارتباط بالهويّة والعقيدة، ولن تقف حمم هذا الانفجار عند حدود معيّنة، لأنّ الشّعب سيعدّ هذه المعركة معركة دينٍ وعقيدة وشعائر، وسترخص فيها الأرواح والدّماء والمال والبنون، وسيكون الفداء والتضحية فيها على طريقة كربلاء وعاشوراء الإمام الحسين الشّهيد وبشعارات: «مثلي لا يبايع مثله» و«هيهات منّا الذّلة» و«يا سيوف خذوني».5- إنّنا نقف صامدين مع شعبنا الأبيّ في الدّفاع عن الهويّة والشّعائر، ونحيّي الرّوح الحسينيّة التي تحدّت «راشد الخليفة» ومرتزقته، ورفعت راية الحسين «ع» في كلّ مكان، ونؤكّد أنّ الرّد الأقوى سيكون بإعلانِ البراءة ضدّ تحريفات (راشد) وكيانه البغيض، وتأكيد الوفاء والفداء لعاشوراء التحرّر ومواجهة الظّالمين، وإعلان الولاء والبقاء مع التجسيد الحيّ لعاشوراء وثورة الإمام الحسين «ع»، والتي يمثّلها الخطّ المقاوم في هذا العصر، وبقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة ووليّها الفقيه الحسينيّ السيّد علي خامنئي «حفظه الله تعالى». وإذا كان راشد الخليفة يرى في هذا الولاء تسييسًا لعاشوراء؛ فإنّ عليه أن يعلم أنّ شعبنا لا يأخذ تعاليم دينه وعقائده من خدمة الصّهاينة والمستعمرين ومن جلاّد مجرم معروف بالحقد على الدّين والتعطّش في سفك الدّماء والأعراض؛ فجبهة شعب البحرين هي مع حسين العصر «الإمام الخامنئي»، وهي الجبهة التي يتجمّع فيها وخلفها كلّ أحرار العالم، من مختلف الانتماءات والمعتقدات، لأنّهم يرون في هذه القيادة الشّجاعة الحكيمة عنوانًا ناصعًا في تحدّي الاستكبار العالميّ، ومواجهة المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، والدّفاع عن المظلومين والمستضعفين.المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 30 يونيو/ حزيران 2025البحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: ندعو إلى ملاحقة وزير الدّاخليّة الخليفيّ وتصنيفه «وزير الإرهاب والاضطهاد الدّينيّ»
