قال رئيس مجلس شورى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّ شهر محرّمٍ الحرام يحلّ وهو شهرُ الحزنِ والمصيبةِ والبكاءِ بدلَ الدموعِ دمًا، وشهرٌ تقابلَ فيه معسكرانِ متضادانِ، معسكرٌ تجسّدَ فيه نورُ الإسلام، والحقُّ وكلُّ القيمِ والنُبلِ الأخلاقيّةِ والإنسانيّةِ، ومعسكرٌ تجسّدَ فيه الظلامُ والباطلُ، والضلالُ والانحرافُ، وبانت فيه حسكةُ النفاقِ.
وفي رسالته العاشورائيّة بمناسبة موسم عاشوراء 1447هـ، يوم الخميس 26 يونيو/ حزيران 2025م، قال إنّه على الرغم من استشهاد الإمام الحسين «عليه السلام» وسبي نسائه، خاب ظنّ يزيد بأنّه انتصر، إذ إنّ هذا القتلَ أحدثَ انقلابًا في وعي الأمّةِ فتتالتِ الثوراتِ بعد حادثة عاشوراءَ وشعارُها: «يا لثاراتِ الحسين»، وتحقّق بذلك هدفُهُ «عليه السلام» بإصلاح الأمّة ونصرة الحقّ.
ووجّه رئيس الشورى عدّة رسائل من وحي عاشوراء، تطرّق بالأولى إلى ما شهدته الأمّة الإسلاميّة من تحوّلاتٍ دينيّة وسياسيّة واجتماعيّة، بعد رحيل النبيّ محمّد «ص»، وصلَ أوجُها بعد استخلافِ معاويةَ لابنِهِ يزيدَ المعروفِ في أوساطِ المسلمينَ بالفسقِ والفجورِ، ما أدّى إلى اضمحلالِ الحقِّ واندراسِ الدينِ الحنيفِ وظهورِ الباطلِ، وهو ما دفع الإمام الحسينِ «ع» إلى رفض البيعة، ليؤدّيَ بذلك واجبًا عظيمًا من واجباتِ الدينِ، وتكليفًا من التكاليف الإلهيّة، ويعطي كلَّ المسلمينَ على مرِّ التاريخِ درسًا عمليًّا مفادَهُ أنّ الظلمَ والجورَ والفسقَ والفجورَ أمورٌ لا يمكنُ المهادنةُ فيها أو السكوتُ عنها مهما استلزمَ أداءُ هذا التكليفِ من تضحياتٍ، كما أنّ تشخيصَ التكليفِ والعملَ عليه لا يختصّانِ بزمانٍ دون زمانٍ بل متى ما وُجدتْ أسبابُ المواجهةِ فالتكليفُ موجودٌ، والاختلافُ فقط في كيفيّةِ أداءِ الواجبِ وأساليبِه.
وشدّد على أنّ الوعي والبصيرة من العواملِ المهمّةِ لاتّباعِ المنهجِ الحقِّ والعملِ بهِ، مستشهدًا بسيرة عليّ الأكبر والقاسم «ع»، اللذين وقفا إلى جانبِ النهضةِ الحسينيّةِ نتيجةَ الوعي والإيمانِ بحقانيّةِ القضيّةِ التي خرجَ من أجلها الإمامُ الحسين «ع» وإدراكَهما ما يجري في الواقع.
وأكّد أنّه كان للشبابِ المؤمنِ دورٌ مهمٌ وفاعلٌ ومؤثرٌ في معركةِ عاشوراء وقد أبلوا فيها بلاءً حسنًا، وجاهدوا جهادَ الأبطالِ مع قائدِهِم، ونازلوا الأعداءَ ببسالةٍ وشجاعةٍ قلّ نظيرُهُما، وأنّه من عاشوراءَ ومن طريقِها وقدوتِها من الشبّانِ تبدأُ مسيرةُ الشباب، ويبدأُ التغييرُ لأنَّ هذه الفئةَ من المجتمعِ قادرةٌ على صناعةِ التغييرِ الاجتماعيِّ والسياسيِّ، وإحداثِ الكثيرِ من المتغيّراتِ، والوقوفِ في مواجهةِ الفسادِ والانحرافِ، مستلهمةً الدروسَ والسلوكَ القويمَ في الحياة من عطاءِ الثورةِ الحسينيّةِ.
https://www.instagram.com/p/DLXyQXUtCl-/?img_index=1