صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يجدّد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقف شعب البحرين الثابت في معاداة الشّيطان الأمريكيّ المجرم وربيبته الصّهيونيّة، ويشير إلى الغرور الاستعماري الفجّ الذي ظهر به مجرم الحرب «ترامب» وهو يعلن العدوان على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، مؤكّدًا أنّ هذا الشيطان المتوحّش هو العدوّ الحقيقيّ للأمّة ولشعوب العالم، وأنّ غروره الكاذب لن يخيف الأمّة وأحرارها بل سيزيدها تمسّكًا والتزامًا بالموقف والشّعار الذي أرعب «ترامب» وإدارته المجرمة، وجعله يهدّد الشّعوب والمقاومة والجمهوريّة لأنّها ترفع هتافات «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل».
إنّنا واثقون باقتدار الجمهوريّة وقيادتها الشّجاعة على إفشال العدوان الصّهيونيّ الأمريكيّ، وكما أحبطت المخطّط الصّهيونيّ الخبيث، وأوجعت عمق الكيان المحتلّ بالضّربات الصّاروخيّة؛ فإنّ العدوان الأمريكيّ المباشر لن يجني إلاّ الخيبة والانكسار أمام صلابتها وقيادتها وإقدام قوّاتها الباسلة وشعبها الصّامد، وسيكتشف الأمريكيّون والصّهاينة أنّهم تورّطوا في مغامرة غبيّة، وسيخرجون وهم يجرّون أذيال الهزيمة والفشل المرير.
وفي هذه المرحلة الحساسة، نسجّل في الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- صار واضحًا وأكثر من أيّ وقت مضى، أنّ الإدارة الأمريكيّة تتصرّف على أنّها الحاكم الاستعماريّ الأوّل في العالم، وترسل تهديداتها وإملاءاتها وإهاناتها بكلّ وقاحة وجبروت إلى الشّعوب والدّول، وهذا المشهد الاستكباريّ يؤكّد أنّ هذه الإدارة الشّريرة ليست ضدّ الجمهوريّة والمقاومة وأحرار العالم فحسب، بل هي العنوان الكامل على انحدار الحضارة الغربيّة الاستعماريّة برمّتها، ووصولها إلى أعلى مستويات التوحّش والانحطاط في القيم والأخلاق. إنّ هذه المعركة الحاسمة بين جبهة الباطل الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وجبهة الحقّ الممثّلة في الجمهوريّة الإسلاميّة والمقاومة والشّعوب الحرّة؛ سترسم الخطوط الجديدة للمنطقة، ولم يعد من الممكن التهاون أو التقصير في التصدّي للاستعمار الأمريكيّ- الصّهيونيّ، بكلّ ما يُمليه ذلك من تحديد الخيار والشّعار. إنّنا في البحرين نؤكد أنّ الخيار هو البيعة الصّادقة لجبهة الحقّ التي يقودها وليّ أمر المسلمين السّيد القائد الخامنئيّ (حفظه الله تعالى)، وأنّ الشّعار هو «الموت لأمريكا وقواعدها وجنودها والموت لإسرائيل وكيانها وعملائها»، وبهذا الخيار والشّعار سيكون لشعبنا الحقّ الكامل في تحديد موقعه المناسب في الميادين، وتشخيص تكليفه الشّرعي في مواجهة العدوان ونصرة راية الحقّ والمقاومة.
2- أكّدنا في مواقف سابقة شكوكنا حيال بيانات التنديد الجوفاء الباهتة التي أصدرتها أنظمة الخليج بعد العدوان الصّهيونيّ على الجمهوريّة الإسلاميّة، ونحن نؤكّدها مجدّدًا، ونعدّها مجرّد فقاعات لإخفاء الموقف الحقيقيّ لهذه الأنظمة العميلة للأمريكيّين والصّهاينة، وهو ما تبيّن بجلاء أكثر مع العدوان الأمريكيّ على الجمهوريّة، إذ امتنعت عن إصدار أيّ بيان صريح في إدانة هذا العدوان، وتجنّبت استعمال أيّ لفظ أو تعبير يزعج الأمريكيّين، وهي أصلًا لم تجرؤ قبل العدوان الأمريكيّ على إعلان عدم السّماح باستعمال أراضي الخليج لتنفيذ هجمات عدوانيّة على الجمهوريّة، واكتفت ببيانات خادعة تحسّبًا للمستقبل وجريًا على طريقة المخطّط الأمريكيّ الذي اعتمد طريقة المكر والخداع في العدوان.
3- نحذّر الكيان الخليفيّ في البحرين من أنّه أصبح في دائرة النار بسبب التحاقه الكامل بالأمريكيّين والصّهاينة، ولن تفلح في حمايته من المخاطر تلك البيانات المخادعة التي يصدرها في رفض الحرب والدعوة إلى التفاوض، فالجميع يعلم أنّ «آل خليفة» ليسوا إلّا ملحق صغير لدى قوى الهيمنة الأمريكيّة والبريطانيّة، وأنّ وجود الأسطول الأمريكيّ الخامس والقاعدة البريطانيّة البحريّة هو مظهر خارجيّ لهذه التّبعية المطلقة، ونؤكّد أنّ مضيهم في عمالتهم للعدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ ليس مجرّد علاقة التحاق وعبوديّة، بل هو توجّه مقصود ومرسوم من هذه القبيلة الغازية التي ترى أنّ استمرار حكمها غير الشّرعي مرهون باستمرار هيمنة الاستعمار وقواعده في البحرين والمنطقة، ولذلك فإنّ ادّعاء وزير الداخليّة الإرهابيّ «راشد الخليفة» بأنّ كيانه غير متورّط في العدوان على الجمهوريّة؛ لا يصدّقه الأقربون ولا الأبعدون، فالأسطول الأمريكيّ في المنامة ومقار التجسّس الصهيونيّة المنتشرة في البلاد؛ تتولى تقديم كلّ الإسناد والدّعم اللوجستيّ والاستخباريّ لقوى العدوان، كما أنّ الإجراءات الوهميّة التي اعتمدها الكيان الخليفيّ في خطط الطوارئ تمّت تحت إشراف الأمريكيّين والبريطانيّين، وهي كانت جزء من الترتيبات الأمنيّة لدعم العدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وليس لحماية المواطنين وتأمين البلاد من التداعيات الخطرة التي تحدق بالجميع بسبب هذا الالتحاق المرفوض من الشّعب.
4- اختار الكيانُ الخليفيّ سياسة واضحة في التعاطي مع العدوان الأمريكيّ والصّهيوني، فهو ارتمى في أحضان الخارج، وامتنع عن إدانة العدوان الأمريكيّ على المشروع النوويّ السّلميّ الإيرانيّ، وامتنع عن إيفاد وفد رفيع المستوى إلى الاجتماع العربيّ الإسلاميّ في تركيا للنأي عن توقيع أيّ بيان صريح في إدانة العدوان الأمريكيّ. وبالتوازي مع ذلك؛ نفّذ سياسات أمنيّة قمعيّة لمنع المواطنين من التضامن مع الجمهوريّة وإعلان الرّفض للعدوان. في هذا السّياق، أسرع رئيس الوزراء غير الشرعيّ المتصهين «سلمان الخليفة» إلى بريطانيا لإتمام اتفاقيّة الدّفاع والأمن مع المستعمر البريطانيّ ضمن ما يسمّى اتفاقيّة «التكامل الأمنيّ والازدهار»، وكشّر الكيان عن أنيابه في الدّاخل بشنّ حملات لملاحقة المتضامنين مع الشّعب الإيراني وقيادته الشّجاعة واعتقالهم، وعزّز ذلك بنشر مركبات المرتزقة في كلّ شوارع البحرين ومناطقها، وتحويلها إلى ثكنات عسكريّة للإجهاز على أيّ حراك شعبيّ احتجاجيّ أو تضامنيّ. إنّ ذلك يجعل «آل خليفة» جزءًا لا يتجزأ من جبهة الباطل الأمريكيّ- الصّهيونيّ، ويعزّز موقف الشّعب في المفاصلة الكاملة مع كيانهم وتحرير البلاد من شرورهم.
5- مع قرب موسم عاشوراء في البحرين والعالم، جدّد الكيان الخليفيّ إجرامه في التعدّي على المظاهر العاشورائيّة وإتلاف اللافتات الحسينيّة في مناطق البلاد، وهنا نحذّر من استغلال الكيان المجرم لأجواء العدوان الأمريكيّ والصّهيونيّ على إيران، والتوجّه للإمعان في محاربة الشّعائر الحسينيّة، وتقييد الإحياءات الشّعبيّة المعتادة في العاصمة وفي كلّ مناطق البلاد. أمام هذه الحملة العدوانيّة، وفي ظلّ استمرار حرب الكيان الخليفيّ على الدّين والشّعائر الحسينيّة والمظاهر العاشورائية؛ فإنّنا نطلق النداء بضرورة مضاعفة تكثيف الحضور الشّعبيّ والشّبابيّ في الفعاليّات والأنشطة العاشورائيّة كافّة، والإصرار على تجسيد مدرسة عاشوراء الرّافضة للظّلم والطّغيان، ورفع هتاف «هيهات منّا الذّلة» في وجه يزيد العصر «ترامب»، وأن تصدح الحناجر بالخيار الثوريّ لإسقاط أمريكا وإسرائيل، ليكون الموسم الكربلائيّ كما أراده الإمام الحسين «عليه السّلام»، موسما لتأكيد النهج المقاوم في وجه كلّ الطّغاة وقوى الاستكبار العالميّ.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 23 يونيو/ حزيران 2025م
البحرين المحتلّة