نعيد إلى الأذهان في محضر الشهداء مشاعر ملحميّة تعكس بطولات الذين قدّموا أرواحهم على مذبح الحريّة، مؤكّدين أنّ النسيان ليس خيارًا.
الإخلاص لأجل القضيّة، والتضحية من أجل الوطن، قيم عظيمة تجسّدت في سيرة الشهداء الذين سطّروا بدمائهم أروع الأمثلة في التحلّي بالشجاعة والفداء، تذكّرنا هذه الذكرى بأنّنا ما دمنا على قيد الحياة علينا الحفاظ على قيم الشهداء والسير على خطاهم، مستلهمين من قصصهم العزيمة والإصرار على مواجهة التحدّيات.
الشهيد «السيّد عدنان أحمد الموسوي» ولد وترعرع في ربوع المرخ، يحمل بين جنبيه حلم الحرية والعدالة لأمّته؛ عُرف عنه غيرته العميقة وإيمانه الراسخ بدوره كفرد فعّال في المجتمع، سعى طيلة حياته للدفاع عن مبادئ العدل وتحقيق السلام. في الرابع والأربعين من عمره، وبينما كان يشارك بقلب مفعم بالإيمان في موكب عزاء السيّدة زينب «ع» في بلدة الدراز، وقع الاعتداء الذي غيّر مسار مصيره؛ إذ تعرّض لهجوم بالغازات السامّة التي أطلقتها قوّات المرتزقة، ومن ثم غادر هذه الحياة بعد معاناة مع تداعيات هذه الغازات، راسمًا بذلك نهاية حياته كملحمة من التضحية حيث اختار البقاء مخلصًا لقضيّته حتى النفس الأخير.
استشهاد «السيّد عدنان» لم يكن نهاية مسيرة حياة فحسب، بل كان ختمًا لعهد من الشجاعة والثبات على المبادئ، تُعلّمنا الشهادة أن لا قيمة أسمى من تقديم الذات في سبيل عزّة الوطن ورفعته.
إنّ الشهداء كالسيّد عدنان هم الشعلة التي تنير دروبنا في أحلك الظروف، وذكراهم تحثّنا على السير قدمًا نحو تحقيق العدل والمساواة، وشجاعتهم وتضحيتهم تبرهنان أنّ الحرية لا تتأتى إلّا بالإرادة القويّة والعزم الأكيد، مهما كانت التحدّيات.
في ذكرى استشهاد «السيّد عدنان الموسوي»، نجدّد العزم على أن تعيش قيمه فينا، مؤمنين بأنّ معركة العدالة طويلة، لكنّ النصر حتميّ لمن لا ينسى تضحيات الشهداء، ويستلهم منها القوّة في كلّ خطوة نحو الحريّة.