تستمرّ ثورة اللؤلؤة بوهج نار التحدّي والصمود في خلق الأساطير من بين ركام الظلم والقهر. بدماء الشهداء وأنين المعتقلين، تُكتب صفحات التاريخ بأحرف من نور، تُحاكي قصص البطولة التي تجسّدها أرواحٌ لم تُهزم. وفي قلب هذا الزمهرير، يبرز اسم «حسين إبراهيم مرزوق» كأيقونة للصمود ورمز للتضحية، يروي بصمته حكاية شعب يرفض الظلم، مصرًّا على نيل حريّته وكرامته.
«حسين مرزوق» ابن المعامير، شهدت حياته تحوّلًا جذريًّا منذ اعتقاله في العاشر من يوليو/ تموز 2016. في عذاب الزنازين وقسوة العزل الانفرادي بسجن جوّ المركزيّ، يقضي حسين أيامًا يختلط فيها الزمن بالألم، رهن إشارة حكم قضائيّ متسرّع، صدر بحقّه بعد عام تقريبًا من اعتقاله؛ في التاسع عشر من يونيو/ حزيران 2017، أُصدر عليه حكم الإعدام، في عمليّة قضائيّة غابت عنها معايير التحقيق العادل والشفاف، ما يثير تساؤلات جوهريّة حول العدالة في أروقة القضاء.
اليوم، ومع توسع دوائر الاهتمام بحقوق الإنسان والحريّات الأساسيّة، يُطرح المطلب بإسقاط حكم الإعدام عن «حسين مرزوق» كنداء للعدالة وسعيًا نحو إصلاح يضمن حقوق المعتقلين ويحفظ كرامة الإنسان. لا يُمكن أن يستمرّ صدى الظلم ينخر في جدارنا الثقافيّ والاجتماعيّ، ولا أن يبقى الإنسان رهينة للأحكام الجائرة التي تفتقر للأسس القانونيّة والإنسانيّة.
الثورة التي بدأت بسعي نحو الحريّة والكرامة لا يمكن أن تنتهي إلّا بتحقيق هذه الأهداف، إنّ الإفراج عن «حسين مرزوق» من دون قيد أو شرط يُمثّل خطوة ضروريّة نحو إظهار الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان. يجب أن تكون العدالة الناجزة والشفافة هي الهدف الأسمى الذي نسعى إليه جميعًا، لكي نبني مجتمعًا يسوده العدل ويحمي كرامة جميع أفراده.
فليكن صوتنا مجتمعين مناديًا بإسقاط حكم الإعدام والإفراج عن «حسين مرزوق» وكلّ الأصوات المكتومة في زنازين الظلم، لتفتح الأبواب أمام فجر جديد ينشر العدالة والمساواة؛ فالثورة لن تتوقّف حتى تحقيق الحريّة لكلّ فرد وكلّ صوت ينشد العدالة في أرضنا.