لم ينسَ البحرانيّون، ولا سيّما زوّار المراقد الشريفة في إيران والعراق وسوريا، حين تجاهلهم النظام الخليفيّ مع انتشار جائحة كورونا، وتركهم لمصيرهم المجهول في هذه البلدان، حيث قضى بعضهم نتيجة مرضه أو كبر سنّه، وظلّ النظام يتعنّت في عدم إرجاعهم تحت ذرائع وحجج واهية.
اليوم يتكرّر السيناريو نفسه، مع الزوّار العالقين خارج البحرين، في ظلّ العدوان الصهيونيّ على الجمهوريّة الإسلاميّة، وتعليق الطيران في دول المنطقة، ما اضطرّ أغلب هؤلاء الزوّار إلى الانتظار حتى يبادر النظام، إسوة ببقيّة الدول كما يفترض، إلى إجلائهم وإعادتهم إلى البحرين، وخاصّة أنّ منهم كبارًا في السنّ ونساء وأطفالًا.
لقد نُقل عن الزوّار في مدينة مشهد أنّهم توجّهوا إلى القنصليّة السعوديّة التي فتحت لهم باب الرجوع ليفاجأوا حين وصولهم إليها من أنّ النظام الخليفيّ منع استلام أيّ أوراق لمواطنين بحرانيّين، من دون تقديم بديل يسرّع رجوعهم.
الجدير بالذكر أنّ إعلام النظام المأجور أعلن عن مصادر مطّلعة أنّ ما يزيد «5000» مواطن بحرينيّ دخلوا إلى دولة الكويت بين 13 يونيو/ حزيران و18 منه، قادمين إمّا من العراق أو عبر الرحلات البريّة من إيران مرورًا بالأراضي العراقيّة.
كما ذكر أنّ ما يقارب 635 مواطنًا غادروا من الكويت للبحرين عبر مطار الكويت الدوليّ خلال الأيّام الثلاثة الماضية فقط، مضيفًا أنّه يتوقّع وصول آلاف الزوّار البحرانيّين إلى دولة الكويت خلال الأيّام القادمة من أجل العودة إلى البحرين عن طريق المنافذ والرحلات البريّة، سواء كانوا قادمين من العراق أو إيران عبر الحافلات.
كما ورد أنّ النظام يعمل على تأمين مغادرة الزوّار البحرينيّين من إيران عبر أراضي جمهوريّة تركمانستان حيث نُسّق مع سفيره لديها والمقيم في تركيا لإرسال بيانات الزوّار البحرانيّين للسفارة عبر الخط الساخن من أجل اتخاذ اللازم.
هنا لا بدّ من طرح سؤال مشروع: لماذا رفض النظام الخليفيّ تسهيلات النظام السعوديّ لإرجاع البحرانيّين؟ ولماذا يسعى إلى إطالة أمد رجعتهم في خضمّ الأحداث الساخنة والمتصاعدة في المنطقة وتزايد المخاطر مع احتمال أن ينضمّ الأمريكيّ إلى الصهيونيّ في عدوانه على إيران والتي لن تتوانى عن ضرب قواعده في دول الخليج ومنها قاعدة الأسطول الخامس في البحرين.
هذا إن كان يشي بأمر فهو أنّ النظام الخليفيّ الذي أعلن جاهزيّته لأي طارئ قد يقع، واضعًا خطّة طوارئ داخل البلاد لم تشمل من هم من في الخارج، وبخاصّة الشيعة، ولعلّ ذلك هو استرضاء لحليفه الصهيونيّ الذي اضطرّ في وقت سابق أن يدين عدوانه على إيران.