ردّ قائد الثورة الإسلاميّة آية الله العظمى «السيّد علي الخامنئي» على تهديدات الرئيس الأمريكيّ «دونالد ترامب» قائلًا: «إنّ الحكماء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدّثون إطلاقًا بلغة التهديد مع هذا الشعب، لأنّ الشعب الإيرانيّ عصيٌّ على الاستسلام».
وفي كلمة متلفزة لسماحته، يوم الأربعاء 18 يونيو/ حزيران الجاري، أشاد بثبات الشعب الإيرانيّ وشجاعته وحُسن تصرّفه في الوقت المناسب إزاء العدوان الغبيّ والخبيث للعدو الصهيونيّ، مؤكدًا أنّه سيصمد في وجه الحرب المفروضة، كما سيصمد في وجه السلام المفروض، ولن يستسلم لأحد أمام أيّ ضغوط.
وحذّر الأمريكيّين من أنّ أيّ تدخّل عسكريّ لأمريكا سيرافقه حتمًا ضربة لا تُعوّض ستُوجّه إليهم، وعليهم أن يعلموا أنّ الشعب الإيرانيّ لا يمكن استسلامه، وأن أيّ تدخّل عسكريّ منهم سيُلحق بهم بلا شكّ ضررًا لا يُعوّض.
وعن العدوان الصهيونيّ الخبيث على الجمهوريّة أوضح السيّد الخامنئيّ قائلًا: لقد حدث هذا الحادث عندما كان مسؤولونا منخرطين في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولم تكن هناك أيّ مؤشّرات على تحرّك حادّ أو عسكريّ أو قاسٍ من جانب إيران، لافتًا إلى أنّ ثمّة شكًّا منذ البداية في تورّط الولايات المتحدة في هذه الخطوة الخبيثة للكيان الصهيونيّ، ومع التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيّين، فإنّ هذا الشكّ يتعزّز يومًا بعد يوم.
وأكّد سماحته أنّ العدوّ الصهيونيّ ارتكب خطأً وجريمةً فادحة، ويجب معاقبته، وهو يُعاقب بالفعل، والعقوبة التي أنزلها الشعب الإيرانيّ والقوّات المسلّحة به، والتي ينزلونها به حاليًا، ولديهم خطط للمستقبل، هي عقوبة قاسية وقد أضعفته، منوّهًا إلى أنّ دخول أصدقائه الأمريكيّين إلى الساحة دليل على ضعف الكيان الصهيونيّ وعجزه.
وأشار قائد الثورة إلى التهديدات السخيفة للرئيس الأمريكيّ، مضيفًا: يدعو الرئيس الأمريكيّ، في تصريحاتٍ صادمة، الشعب الإيراني صراحةً إلى الاستسلام، لكنّنا نقول لهم، أوّلًا: نفّذوا تهديدكم لمن يخشون التهديد، والشعب الإيرانيّ يؤمن بهذه الآية الكريمة: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. والتهديدات لا تؤثر أبدًا في سلوك الشعب الإيرانيّ وفكره، وثانيًا: إنّ مطالبة الشعب الإيراني بالاستسلام ليس أمرًا حكيمًا، والعقلاء العارفون بالشعب الإيراني وتاريخه لا يتفوّهون بمثل هذا الكلام أبدًا، لأنّ الشعب الإيراني لا يستطيع الاستسلام ولن يستسلم أمام أيّ عدوان.
وقال سماحته إنّ الأمريكيّين والعارفين بسياسات هذه المنطقة يعلمون أنّ تدخّل أمريكا في هذه القضيّة سيكون ضارًّا بهم بنسبة 100% وسيُلحق بهم ضررًا بالغًا، وهو ضربةٌ أشدُّ ضررًا بكثيرٍ من الضرر الذي ستُلحقه بإيران.
ووجّه سماحته رسالة للشعب الإيرانيّ أن «واصلوا العمل بقوّة، وخاصةً أولئك المسؤولين عن الخدمات والتعامل مع الشعب، وأولئك المسؤولين عن الإعلام والبيان، وتوكّلوا على الله تعالى القائل: {وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}»، مؤكّدًا أنّ الله تعالى سينصر الشعب الإيرانيّ، وسيُظهر الحقَّ لا محالة.
https://t.me/alentedar/80093