صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيمفي أجواء عيد الأضحى المبارك، نتقدّم في المجلس السّياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتهنئة والتبريك إلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء، وبالخصوص حجّاج بيت الله الحرام، متضرّعين إلى الباري «عزّ وجلّ» لقبول أعمالهم ومناسكهم الصّالحة. كذلك نهنّئ الطّلبة والطّالبات من شعبنا الكريم على إنجازهم العلميّ والأكاديميّ، رغم ما يعانونه من تمييز وأجواء أمنيّة في مناطقهم وبين أبناء شعبهم المضطهد، ونتمنّى أن يكونوا منارات لهذا الوطن، لرفعة شأنه وبناء مستقبله المشرق، وأن يحافظوا على قيمه النبيلة وأصالته العريقة.
وفي هذه المناسبة، لا ننسى أحبّتنا السجناء ورموزنا القادة الرّهائن في سجون الكيان الخليفيّ، رافعين الأكفّ بالدّعاء لهم بالفرج القريب من دون قيد أو شرط، ولذويهم بالصّبر والثبات، وأن يرزقهم الله تعالى عظيم الأجر على جهادهم بالموقف والتضحية دفاعًا عن مظلوميّة شعبنا العزيز الذي سجّل علماؤه وأبناؤه حضورهم السّنويّ عند مراقد الشّهداء الأبرار في مختلف مناطق البحرين، معبّرين بكلماتهم ومواقفهم النّبيلة عن الوفاء لهم وتعظيم تضحياتهم الكبيرة والمضي على الأهداف التي ضحّوا من أجلها.وفي ظلّ التطوّرات والأحداث الجارية نسجّل العناوين الآتية في هذا الموقف الأسبوعيّ:3- نستهجن ادّعاء وزير داخليّة الكيان الخليفيّ «راشد الخليفة» أنّ ما يُسمّى بـ«العقوبات البديلة والسّجون المفتوحة» هو جزء من هويّة البحرين، فهذا المشروع المريب يُعدّ من أخطر الخطوات الرّامية للانقضاض على الحراك الشّعبيّ، وتحويل البلاد إلى دولة بوليسيّة كاملة. ونؤكد أنّ إصرار وزير الداخليّة الإرهابيّ على توظيف مصطلح «الهويّة» هو جزء من المهمّة التي ينفّذها منذ سنوات ضمن حزمة من المشاريع والبرامج التي تهدف إلى محاربة الهويّة الأصيلة لشعب البحرين، ومن بوابة الأمن وعسكرة البلاد، وهو ما أثبتته الاستهدافات الممنهجة لمواسم عاشوراء والشّعائر الدينيّة في شهر رمضان وفي موسم الحجّ، حيث مُنع هذا العام عدد من العلماء والمواطنين من السّفر لأداء الفريضة، كما فُرضت أساور أمنيّة لتعقّب حركة الحجاج. نجدّد التحذير من مخاطر البرامج الخليفيّة لاستهداف الهويّة الأصيلة ومن بينها المؤتمر المزمع إقامته حول هذا الشّأن، وندعو إلى مقاطعته واعتباره وسيلة أخرى لتزييف الحاضر والتاريخ، ونحثّ في المقابل على توسيع الحضور الشّعبيّ في إقامة البرامج الدينيّة وإحياء المواسم والمناسبات التي تعبّر عن حقيقة هويّتنا، وإظهار الاعتزاز بهذه الهويّة وتربية الأجيال عليها، ومن ذلك إحياء عيد الغدير الأغرّ الذي نراه مناسبة للتمسّك بمفهوم هذه الهويّة الأصيلة وتأكيد الانتماء الدّيني لشعبنا.
2- نوضّح في المجلس السّياسيّ أنّ الكيان الخليفيّ في البحرين يتجهّز منذ زمن للانتقال إلى مرحلةٍ جديدة في إدارة الوضع الدّاخلي في البلاد، تحت عناوين «الهويّة» و«التسامح» و«السّلام» وما شابه ذلك، وهو يؤسّس ذلك انطلاقًا من ملف السّجناء السّياسيّين وإدارة الوضع الحقوقيّ العام، ونؤكّد هنا أنّ الكيان المجرم يتجنّب الإقدام على أيّ معالجة جذريّة لأصل المعضلة المستدامة في البلاد، أي إعادة الحقّ السّياسيّ كاملًا للشّعب الأصيل، وإقامة دولة محكومة بدستور تفرزه الإرادة الشّعبيّة. ونرى أنّ كلّ الإجراءات الشكليّة والإفراجات المنقوصة الجارية ليست سوى التفاف مكشوف على أهداف ثورة 14 فبراير، والهروب السّريع إلى الأمام، مؤكّدين في الوقت نفسه أنّ هذه المحاولات لن تخدع الناس، وستفشل في إجبارهم على الاستسلام والخضوع للبرنامج الحكوميّ المجهّز لتمزيق إرادتهم وثورتهم المباركة.
3- تقدّم التجربة الاستعماريّة البريطانيّة في هذا المجال للكيان الخليفيّ العون والمساعدة من أجل تطوير الهدف المركزيّ المتمثّل في «تجاوز أحداث 14 فبراير»، كما قال وليّ العهد الخليفيّ قبل سنوات، وتشير الزّيارات الأخيرة التي قامت بها وفود خليفيّة للندن إلى أنّ البريطانيّين ما زالوا يكرّسون خبراتهم الأمنيّة والتدريبيّة لتقديم المزيد من المساعدة لآل خليفة في إعادة ترتيب أوضاع السّجون، وبناء السياسات الأمنيّة المخصّصة لامتصاص الاحتجاجات داخل السّجن وخارجه، وننبّه إلى أنّ هذه المنظومة تُهندس بهدف تدعيم الاستبداد الخليفيّ من جهة، وتمزيق الصّف الوطنيّ المعارض من جهة أخرى.
4- نؤكّد أنّ المشروع البريطانيّ الذي يُنفّذ في البحرين يقوم على تقديم حلول جزئيّة لا تتجاوز جدار السّجون، وبصورة محدودة ومؤقتة، وهذه الحلول المبرمجة ترمي في نهاية المطاف إلى تبييض صفحة الخليفيّين الملطّخة بالجرائم، وليس تبييض السّجون ومحاسبة المعذّبين، وهذه المساعي الخليفيّة هي منافذ جديدة تتيح للطاغية حمد والشرذمة الحاكمة تقديم أوراق اعتمادهم لدى النظام الإمبرياليّ المتوحّش الذي يدير الكانتونات والمستعمرات في الخليج والمنطقة، مقابل الأمن وحماية عروشهم.
وعدا ذلك، فإنّنا نرى أنّ البرامج المعتمدة منذ العام 2020م للإفراج عن السّجناء إنّما تستند إلى سياسة توسيع نطاق السّجون والقيود، وذلك بتحويل كلّ البحرين إلى سجن مفتوح، يخضع لأنظمة المراقبة المطوّرة وأجهزة المخابرات المحليّة والدّوليّة وتقييد النشاط المعارض والحريّات العامّة، وبالتالي هيكلة البلاد وفق أهواء الخليفيّين ومصالح مشغّليهم الأجانب.5- في مستوى موازٍ لذلك؛ يقدّم الأمريكيّون لآل خليفة مساعدات إضافيّة في مقابل تأمين احتلالهم للبحرين، فرغم العنجهيّة الأمريكيّة التي تنظر إلى آل خليفة على أنّهم عبيد صاغرون، فإنّ الإدارة الأمريكيّة تعمل على استخدام كلّ هذه الأدوات لتحقيق أهدافها التوسعيّة في المنطقة، ولذلك نعتقد أنّ الرّعاية الأمريكيّة هي التي تدير العلاقات الخارجيّة لآل خليفة، بما في ذلك تضخيم الحضور الإقليميّ والدّوليّ لكيانهم، وتسهيل حصوله على العضويّة غير الدائمة في مجلس الأمن، وتحديد مساحات إقليميّة محدّدة للتحرُّك فيها، سواء على مستوى الخليج أم في الملفّ السّوريّ، وكذلك ملفّ التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ. وإضافة إلى الرّشاوى والمصالح الاقتصاديّة وتعزيز الهيمنة الأمريكيّة على البلاد؛ فإنّ الأمريكيّين يستفيدون من تعظيم المستعمرة الخليفيّة لإدارة ملفّات الصّراع في الخليج، وإنشاء منصّات لترويج مشروع «الشّرق الأوسط الصّهيونيّ» تحت عنوان «السّلام»، وكذلك الاحتفاظ بنقاط ساخنة لأغراض المناورة والابتزاز.6- إنّ هذا الواقع الدّاخليّ والخارجيّ الأسود يعيد تأكيد حجم الأضرار الكبيرة التي يوقعها آل خليفة على بلادنا وشعبنا ومنذ احتلالهم البحرين، غير عابئين بسيادة الوطن ولا كرامة المواطنين وهويّتهم الوطنيّة والدّينيّة، وهو ما يرسّخ الموقف الحاسم في رفض هذه المجموعة الاحتلاليّة، وضرورة العمل بكلّ السّبل لتحرير البلاد من شرورها وجرائمها، خصوصًا مع إمعانها في إفقار الشّعب والتخطيط لتحويله إلى أقليّة مستضعفة، وإدارة البلاد على طريقة الغزاة واعتبارها مزرعة لتوزيع الغنائم والمناصب، وهو المنظر المخزي الذي يتكرّر كلّ يوم مع تعيينات الطاغية حمد ونجله المتصهين سلمان، مثل تعيين حفيده لمنصب ديوان رئيس الحكومة الذي يؤشّر على التنافس المحتدم داخل القبيلة الخليفيّة والصّراع على العرش، ما يجعل الجميع في سباق دائم لاستنزاف ثروات البلاد وسرقة خيراتها وربطها بالأوامر الأمريكيّة وسياسات الجشع الرّأسمالي.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 9 يونيو/ حزيران 2025مالبحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: لا حلّ للمعضلة المستدامة في البحرين إلّا بإعادة الحقّ السّياسيّ الكامل للشعب وإقامة دولته الدستوريّة

البحرين