في قلب العاصفة، حيث تصطدم الأفكار وتتحطم الآمال، يرزح «حسين علي مهدي» تحت وطأة حكمٍ جائرٍ قاسٍ. إنّه ليس مجرّد رقم في سجلّات النسيان، بل إنسانٌ ذو أحلامٍ وأماني، اقتُلع من أرض الواقع ليُلقى في غياهب الجور والظلم.
في منطقة كرباباد التي شهدت ولادته ونشأته، كان يُنظر إلى حسين كفجر يبشّر بغدٍ مشرق؛ لكنّ يد القدر كانت له بالمرصاد؛ ليست الحكاية هنا عن جرمٍ ارتكب، بل عن صوتٍ أريد له أن يختفي خلف القضبان.
ولد «حسين علي مهدي» في أكتوبر/ تشرين الأوّل 1996، وترعرع في كنف كرباباد، حيث تشبّع بحبّ الحريّة والعدالة. في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان عام 2016، شهدت حياته تحوّلًا مأساويًّا حينما اعتُقل وأُلقي به في سجن جوّ المركزي، ليُحكم عليه بعدها في السادس من يونيو/ حزيران 2017 بالإعدام والسجن لمدّة 33 عامًا.
يقبع حسين بروحه الطموحة الآن خلف الجدران الباردة في مبنى العزل، يصارع قسوة الزمان وجور الإنسان، وهو يناضل في صمت صاخب يُدوي خلف القضبان.
ألا يستحقّ حسين ومثله من الشباب الظفر بنسيم الحريّة العليل؟ لقد آن الأوان كي نرفع الصوت عاليًا مطالبين بإسقاط حكم الإعدام الغاشم الذي يلوح في الأفق فوق رأس حسين، وأن ندعو بكلّ جوارحنا لفكّ القيد عنه دون شرط أو قيد.
الحكم على حسين ظلمٌ جارٍ نرفضه جميعًا. فليكن صرختنا في وجه الظلم صليل السيوف، وليعلُ نداؤنا مخترقين أسوار السكون حتى يُلغى حكم الإعدام ويُعتق سجين الرأي «حسين علي مهدي» ليعود طليقًا ينعم بطعم الحريّة التي طال انتظارها.