ثمّة من يصرخ بصمت، في زمن تتعالى فيه أصوات الحريّات تطالب بعدالة تسود وظلم يزول، يصرخ مكبّلًا خلف أسوار الظلم، ينادي بأعلى صوته من دون أن يُسمع.
في قلب البحرين النابض، حيث تتوق النفوس إلى الحريّة، يستمرّ الكفاح والنضال من أجل تقرير المصير، لا بدّ من مواصلة الثورة حتى تتحقّق الأحلام وتزهر أرض البحرين بالعدالة والمساواة، حتى يستطيع كلّ بحرانيّ أن يعيش بسلام وكرامة.
في هذا السياق الثوريّ، يبرز اسم «السيّد أحمد فؤاد العبّار» رمزًا للمعاناة والظلم. الشاب الذي وُلد في أبريل/ نيسان عام 1996، ونشأ يحلم بمستقبلٍ زاهرٍ لوطنه البحرين، وجد نفسه فجأة خلف القضبان، مقيّد الأيدي بحكم قاسٍ يطالب بحياته، حكم بالإعدام تلقّاه بردود ذهول وأسى في السادس من يونيو/ حزيران عام 2017، إضافةً إلى حكم بالسجن لمدة 6 سنوات يقضيها الآن في عزلة داخل سجن جوّ المركزيّ، في المبنى «رقم 1»، حيث الأمل يصارع اليأس كلّ لحظة.
تظلّ قضيّة «السيّد أحمد العبّار» شاهدة على الحاجة الملحّة إلى إعادة النظر في أحكام الإعدام، تلك الأحكام التي تنزع الحياة وتحرم العدالة من أن تأخذ مجراها.
لا بدّ من توجيه نداءٍ ثوريّ يصل إلى أسماع العالم، مطالبًا بإسقاط حكم الإعدام الغاشم والإفراج الفوريّ عن «السيّد أحمد العبّار» من دون قيد أو شرط؛ لن يتوقّف النضال ولن تخبو صرخات الحريّة حتى يعمّ العدل ويزهر في كلّ زاوية من زوايا البحرين. فكُلّما اشتدت وطأة الظلم، ازدادت أصوات الحريّة علوًّا وصدحًا، ولن تهدأ هذه الأصوات حتى تعود الحقوق إلى أصحابها، ويسود العدل أركان الوطن.