بداية، ننحني إجلالاً وتقديرًا لذكرى الشهيد البطل «سلمان عيسى أبو إدريس» الذي ارتقى معلنًا بدمائه الطاهرة فجرًا جديدًا من الحريّة والتحرّر، مخلّفًا وراءه أسطورة حيّة عن النضال والتضحية من أجل قضايا الوطن والعدالة.
إنّ حكاية سلمان هي قصيدة ثوريّة تتغنّى بالإصرار والتحدّي، محفّزة الأجيال على التمسّك بالأمل والقتال من أجل حقوقها.
«سلمان أبو إدريس» الرجل الذي عاش حياته كرمز للصبر والتحدّي، استشهد في ظروف لا تخلو من قسوة وهمجيّة في الثالث من يونيو/ حزيران عام 2011.
كان يبلغ من العمر ستة وستين عامًا، كأنّه قضى عمره يدفع ثمن حلمه بوطن حرّ وعادل. في 16 مارس/ آذار من العام ذاته، خرج من منزله بالمنامة، غير عالم بأنّه آخر مسير في رحلته الدنيويّة، متوجّهًا نحو دوّار الشهداء، حيث بلغت حياته منعطفًا حاسمًا إثر تعرّضه لاعتداء شديد، الأمر الذي استدعى نقله إلى مستشفى السلمانيّة بحالة صحيّة حرجة؛ وسرعان ما تدهور وضعه تحت قبضة القمع والإهمال حتى أعلن استشهاده، تاركًا وراءه رواية حزينة عن ثمن الحريّة ومعنى التضحية.
إنّ قصة الشهيد «سلمان أبو إدريس» ليست مجرّد حكاية تروى؛ بل هي شرارة اندلعت لتضيء درب الحريّة، وتُذكّر بأنّ دماء الشهداء هي الزيت الذي يغذّي مشاعل الأمم نحو التحرير والعدالة. لقد صارت حياته واستشهاده رمزًا لا يمحى، يُلهم الشباب ويعزّز في نفوسهم إيمانًا راسخًا بأنّ الحريّة لا تأتي إلّا بالعطاء، وأنّ ذرّات التراب التي امتزجت بدمائهم الطاهرة هي الأرضيّة الخصبة لنموّ زهور الغد الواعد.
في النهاية، يبقى الشهداء أحياء في قلوبنا، مانحين إيّانا الدافع والإصرار على مواصلة المسير. إنّ إرثهم الروحي يعدنا بأنّ الحريّة هي ميراث الأجيال القادمة، وأنّ ذكراهم ستظلّ لواء في سماء الوطن يرفرف، مُضيئًا الدروب نحو تحقيق العدالة والكرامة.
فليسكب إنجازهم العظيم الإلهام في أرواحنا، مذكّرًا إيّانا بأنّ لكلّ تضحية أثرًا خالدًا، وأنّ الشهداء هم النجوم التي تُضيء عتمة ليالي النضال الطويلة.