أقدمت عصابات مرتزقة الكيان الخليفيّ، مدعومةً من الجيش السعوديّ المحتلّ، في الثالث والعشرين من مايو/ أيّار 2017، على مهاجمة المعتصمين من أبناء شعب البحرين أمام منزل «سماحة الشيخ عيسى قاسم» مرة ثانية بكلّ وحشيّة، فكانت ساحة الميدان مسرحًا لمقاومةٍ فدائيّة بصدور مكفّنة وأيادٍ فارغة أمام آلة القمع والبطش.
في قلب هذه المعركة غير المتكافئة، ارتقى 5 شهداء ووقع العشرات بين جريح ومعتقل، وفضّ الاعتصام السلميّ على وقع الدماء التي سالت.
الشهداء الخمسة هم: «محمد حمدان (22 عامًا) من كرباباد وهو شقيق الشهيد مصطفى الذي كان قد ارتقى قبله أيضًا في هذا الميدان، محمد زين الدين (44 عامًا) من الدراز، محمد الساري (28 عامًا) من سار، أحمد العصفور (34 عامًا) من الشاخورة، محمد العكري (18 عامًا) من الديه».
إنّ دماء هؤلاء الشهداء الزكيّة لا تزال تتدفّق في عروق كلّ من شهد ذاك اليوم الدمويّ وعايشه، وستبقى حيّةً تعيش بيننا كشعلة أمل وثورة، حتى تحقيق هدفهم الأسمى، وهو زوال الظلم والاستبداد الذي تمثّله الشخصيّات الخليفيّة المجرمة التي عاثت في أرض البحرين فسادًا ودمارًا.
هذه الذكرى ليست عابرة، بل هي تجديد للعهد على مواصلة النضال ضدّ القمع والظلم؛ إنّها دعوة لكلّ حرّ في هذا الوطن إلى تعزيز الصمود والمقاومة، حتى يتحقق حلم الشهداء في العدالة والحريّة لشعب البحرين. الكفاح المستمرّ والنضال هو السبيل الوحيد لإنهاء حقبة الطغيان والخروج من الظلام إلى النور، ومن الظلم إلى العدالة، ومن الاستبداد إلى الحريّة.
فلنحافظ على ذكراهم حيّةً في قلوبنا ولنواصل المسيرة حتى تحقيق النصر.