نقلت الحقوقيّة «إبتسام الصائغ» معلومات موثّقة من «مبنى 17» في سجن الحوض الجاف، وهو المبنى المخصّص للمعتقلين السياسيّين صغار السنّ، تفيد بأنّ مدير السجن اقتحم العنابر واعتدى بالضرب المبرح على عدد من السجناء القُصّر، ونقل عددًا منهم إلى الحبس الانفرادي تعسّفًا، من بينهم المعتقل «محمد شوقي» المحكوم عليه بالسجن لسنة وستة أشهر، والذي نُقل من عنبره في الطابق السفلي إلى مبنى 16 الانفراديّ من دون توضيح الأسباب.
ولفتت الصائغ إلى أنّ هذه الإجراءات أدّت إلى احتجاجات سلميّة واعتصامات داخل المبنى، قابلتها الإدارة بعنف مفرط، حيث اقتحم مرتزقة السجن العنابر، واستخدموا رذاذ الفلفل على المعتقلين الصغار، وأغلقوا فتحات التهوية، ثمّ أخرجوهم بشكل جماعيّ (كلّ اثنين معًا)، وضربوهم، ومنهم المعتقل «علي متروك» من كرّانة، المحكوم عليه أكثر من عامين، وآخرين.
ولم تكتفِ إدارة السجن بذلك، بل عمدت إلى تهديد مباشر للمعتقلين صغار السنّ، إلى جانب مضايقات نفسيّة وجسديّة مستمرّة تمثّل انتهاكًا جسيمًا لكرامتهم الإنسانيّة، وتندرج في إطار المعاملة القاسية واللاإنسانيّة والمهينة، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
وحمّلت الحقوقيّة الصائغ إدارة سجن جوّ المسؤوليّة الكاملة عن هذه الانتهاكات التي ترتقي إلى مستوى سوء المعاملة والتعذيب، مذكّرة بأنّ ما يجري في مبنى 17 يمثّل انتهاكًا صارخًا لما يسمّى «قانون العدالة الإصلاحيّة للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة»، وكذلك لتوصيات اللجنة الأمميّة لحقوق الطفل، واتفاقيّة حقوق الطفل.
وطالبت بفتح تحقيق مستقلّ وعاجل، وإيفاد لجنة تقصّي حقائق محايدة، ومحاسبة كلّ المتورّطين في هذه الانتهاكات، وضمان الحماية الفوريّة للأطفال المحتجزين، وتمكينهم من حقوقهم القانونيّة، بما في ذلك التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم، والحصول على الرعاية النفسيّة والطبيّة اللازمة.