صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحلّ اليوم 12 مايو/ أيار الذّكرى الرابعة عشرة لإطلاق ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مرحلة «الدّفاع المقدّس» في البحرين، ردًّا على إمعان الكيان الخليفيّ، وبدعم قوّات درع الجزيرة، في سفك الدّماء وانتهاك الأعراض والمقدّسات.
إنّنا نسجّل هذا التاريخ بكلّ فخر واعتزاز، ونعدّه يومًا مجيدًا من أيّام ثورة البحرين التي قدّمت أعظم الدّروس في الثبات والصمود، رغم كلّ المعاناة والجرائم والتآمر الإقليميّ والدّوليّ. لقد كانت الطلائع الثوريّة حاضرة في كلّ الميادين والسّاحات، ملبّيةً نداء الكرامة والدّفاع، فأثبت شعبنا وشبابنا الأوفياء أنّهم جاهزون للدّفاع عن كرامتهم وعزّتهم ودينهم وشرفهم، والوقوف بوجه آلة القمع والقتل والإرهاب، وتسجيل أروع ملاحم البطولة والفداء مهما بلغت التضحيات.
نؤكّد في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ هذه المرحلة ليست من الزمن الماضي، أو تكتيكًا مؤقتًا، بل هي عقيدة أصيلة من صلب إيماننا وديننا وقرآننا الذي يوجب علينا الدّفاع عن الأعراض والمقدّسات، وأنّ الموت في هذا السّبيل هو من الجهاد الذي يُنال أهله وسام الشّهادة والخلود. ستبقى راية «الدّفاع المقدس» حاضرة كلّما وجب أداء التكليف الشّرعيّ وبإرشاد القيادة والمرجعيّة الدّينيّة الرّشيدة وتسديد منها.
وفي ظلّ التطوّرات والأحداث المستجدّة، نسجّل في الموقف الأسبوعيّ العناوينَ الآتية:
1- نستهجن زيارة أحمد الشرع (الجولاني) لبلادنا البحرين، وننظر إلى الدّعوة التي وجّهت له إلى زيارة بلدنا من الطاغية حمد وقبيلته الغازية؛ على أنّها إهانة لشعبنا وتاريخه المعروف في التصدّي للاستبداد والإرهاب والتبعيّة للاستعمار، وهي العناوين التي تورّط بها الجولاني عندما كان منخرطًا في التنظيمات الإرهابيّة التكفيريّة، وهو لا يزال متلبّسًا بها بعد أن دخل القصر الرئاسيّ في دمشق بدعم من قوى إقليميّة واستخبارات دوليّة مغرضة. ولكنّنا نرى أنّه ليس من المستغرب أن يكنّ «الطّاغية حمد» الودّ والمحبّة «للجولاني»، وأن يكون كيانه المجرم أوّل المتّصلين والمهنّئين بسيطرة المسلّحين التكفيريّين على الدّولة السوريّة، فلا يسعد بالمجرم إلّا المجرم، ولا يفرح بالطغيان والتكفير والمرتزقة إلّا طاغ وتكفيريّ ومرتزق مثل «حمد» وأبنائه وأفراد قبيلته.
إنّنا نؤكّد مع شعبنا في البحرين أنّ «الجولاني» ومرتزقته متورّطون في القتل والإرهاب التكفيريّ، وتاريخهم مشبوه في تنفيذ أجندة الصّهاينة والقوى الاستعماريّة، وعداوتهم للمقاومة الشّريفة في لبنان دليل كافٍ على أنّهم أدوات تحرّكها أجندة خارجيّة، وهم ليسوا ممثّلين للشّعب السّوريّ العزيز، ولا تهمّهم الاستجابة لحقوقه في الحرّية والعدالة. ومنذ الأيّام الأولى لسيطرة «الجولاني» حتى زيارته غير المرحَّب بها لبلدنا البحرين؛ وهو يقدّم من دون ملل أو خجل فروضَ الطّاعة للاحتلال الصّهيونيّ والقوى الإمبرياليّة ولطغاةِ الخليج، أملًا في أن يُمنح بطاقة الانتماء لنادي «حكّام العرب الطّواغيت».
2- يُرتقب أن تُعقد في الأيّام المقبلة قمّة أمريكيّة- خليجيّة في الرّياض بحضور المجرم «ترامب»، ونحن ننظر بعين الحذر والقلق إلى هذه القمّة المشؤومة التي تستضيفها قبيلة «آل سعود» لتأكيد دورها الوظيفيّ المتواصل في تنفيذ الأوامر الأمريكيّة في الهيمنة والسّيطرة على الشّعوب ومصالحها وقيمها، وذلك في مقابل توفير الأمن وحماية الكراسي الملطّخة بالدّماء والفساد. لقد اعتاد الشّيطان الأمريكيّ المكر والخداع، وهو طالما مارسَ الكذبَ والنّفاق وروّج شعارات حقوق الإنسان، ولكنّه كان وراء أبشع الجرائم في العالم، وتولّى التغطية على الانتهاكات التي ترتكبها كيانات الخليج، وخاصّة الكيانان السّعوديّ والخليفيّ، ونستذكر الزيارة السّابقة لـ«ترامب» للرياض والقمّة المماثلة مع طغاة الخليج، إذ شهدت البحرين وقتها جريمة الهجوم على المعتصمين في «ساحة الفداء» بالدراز، وهو ما يتكرّر اليوم مع توحّش «آل سعود» في مواصلةِ الإعدامات البشعة بحقّ الأبرياء، وعودة «آل خليفة» لإطلاق حملات جديدة من القمع والاعتقالات بحقّ المعارضين والناشطين في البحرين. إنّ كلّ ذلك يستدعي المزيد من الوعي والبصيرة تجاه ما يُحاك من مؤامرات أمريكيّة- صهيونيّة في المنطقة وعلى أكثر من صعيد.
3- مع تصاعد وتيرة الاعتقالات والمحاكمات الجائرة في البحرين، نؤكّد أنّ قضيّة السجّناء السياسيّين هي موضوع وطنيّ وإنسانيّ، ويتحمّل الجميع المسؤوليّة من أجل السّعي لتحرير السجناء وقادة الثّورة الرّهائن دون قيد أو شرط، وهذا يحتاج إلى عدم التوقّف عن تنظيم المبادرات والحملات الإعلاميّة والأنشطة السياسيّة والحقوقيّة، وفي كلّ المواقع والسّاحات والدّول، حتّى إغلاق هذا الملفّ الإنسانيّ والحقوقيّ، ومنع إخضاعه لمراهنات «آل خليفة» السياسيّة، أو للمتغيّرات الإقليميّة المحكومة بالجشع والتآمر وامتصاص الشّعوب.
إنّ تجدُّد القمع والاعتقالات لن يحقّق أحلام الطّغمة الخليفيّة، ولن تنكسر إرادة الشّعب أمام سياسة الابتزاز بورقة الأحبّة في السّجون، فشعبنا باقٍ على الوفاء لأعظم الأوفياء والمضحّين، ولن ينساهم ولن يقبل أن يكونوا رهن المساومات الرخيصة، لأنّ حقّهم جميعًا الحريّة الكاملة وغير المشروطة. وفي هذا السّياق، ندعم حملات التضامن مع المعتقلين السياسيّين، وليكن عنوان «حتى آخر أسير» شعارًا عمليًّا لتحرير الأحبّة الأسرى كافّة من سجون النظام، ونحثّ على المشاركة في كلّ البرامج والفعاليّات داخل البلاد وخارجها.
4- مع إطلاق علماء البحرين شعار هذا العام لشهر محرّم الحرام المقبل، والذي حمل عنوان «إيمان وإباء»؛ ندعو عموم أبناء شعب البحرين، وبالخصوص أصحاب المآتم والمواكب الحسينيّة، إلى العمل الواسع لاستقبال هذا الشّهر الحسينيّ الزّيبنيّ العظيم، لنكون «على العهد» مع أهداف الإمام الحسين «عليه السلام» في الدّفاع عن قيم الإسلام ورسالته المحمديّة، وفي طليعتها مقاومة الظّلم والطّغيان، وأن نجعل من مجالس العزاء ومواكب اللّطم منابر للتعبئة الكربلائيّة ضدّ منظومة الاستبداد والفساد في البحرين، والحفاظ على الهويّة الأصيلة في إحياء مناسبة عاشوراء، وقطع كلّ يد تمتد للتدخّل في هذه الذكرى المقدّسة والهيمنة عليها تحت ذرائع شتى، خصوصًا مع إصدار الكيان الخليفيّ قانونًا جديدًا يهدف إلى تشديد التحكّم بما ينشر على المواقع الإلكترونيّة، والتي تُشكّل الملاذ الوحيد أمام الشّعب للتعبير عن عقائده وشعائره الأصيلة في ظلّ التزييف والتحريف والإقصاء الممنهج من «آل خليفة» الغزاة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 12 مايو/ أيّار 2025م
البحرين المحتلّة