نقف في الثالث من مايو/ أيّار على أعتاب اليوم العالميّ لـ«حريّة الصحافة»؛ اليوم الذي يشهد تجديد العهد مع حريّة التعبير والدفاع الصلد عن الرسالة الإعلاميّة كحجر الأساس في بنيان أيّ مجتمع ديمقراطيّ يتوق إلى العدالة والإنصاف.
في البحرين، تبدو سماء الإعلام ملبّدة بغيوم القمع الذي يقوده نظام آل خليفة، حيث الصحفيّون يواجهون الملاحقة والاعتقال. إنّه مشهد لهويّة إعلاميّة معتمة، تسعى جاهدة لاستعادة النور المسلوب من بين أنياب قوى القمع التي تخاف من قوّة الكلمة وجرأة الحقيقة.
اليوم العالمي لحريّة الصحافة لا يجب أن يكون مجرّد تاريخ عابر في التقويم، بل هو صفارة الإنذار التي تعلو لتذكّر العالم بالمعركة المستمرّة ضدّ ظلام القمع. إنّه النداء الذي يستحثّ فينا جميعًا الحاجة المُلحة إلى التضامن مع أولئك الصحفيّين الأحرار في البحرين، والمطالبة بالإفراج عن الأصوات التي قُيّدت خلف القضبان لمجرّد ممارستها حقّها في البوح والكشف.
يودّ العالم في هذه اللحظة التاريخيّة أن يعلن هذا اليوم نقطة تحوّل نحو مستقبل يسوده الوعي والتحرّك العمليّ لدعم الحريّات الإعلاميّة. إنّ الصحافة الحرّة، الجريئة والمستقبلة، لا تعدّ فقط وسيلة لتبادل المعلومات، بل هي جسور تواصل تقطع أوصال العزلة والفصل، وليست أسلحة للقمع أو التخويف.
صار تأمين مستقبل إشراقيّ للإعلام في البحرين يعتمد بالدرجة الأولى على توحّد الجهود العالميّة والمحليّة لمواجهة قوى القمع، ولتأكيد أنّ إرادة الإنسان الحرّة قادرة على حفظ النور حتى في أكثر الليالي ظلمة.
فاليوم العالميّ لحريّة الصحافة هو أكثر من مجرّد تذكير بأهميّة الأقلام الحرّة، بل هو دعوة إلى العمل الجاد لإشعال شعلة حريّة الإعلام التي تبدو مطفأة أحيانًا ولكن أبدًا لم تخنع. إنّه يوم نبرهن فيه أنّ قوّة الكلمة قادرة على تحدّي كلّ سلاسل الظلم، وأنّ سعينا المشترك نحو تحرير الصحافة سيكسر يومًا متاريس القمع والقهر.
اليوم، نقف جميعًا متّحدين، مؤمنين بأهميّة الحقّ في المعرفة والإعلام الحرّ، ومستعدّين لمواجهة كلّ العقبات التي تحول دون تحقيق هذه الغاية النبيلة، والسير على درب يصل بنا إلى عدالة أكثر شمولًا وعالم يسوده الكلمة الحرّة، الأمينة، والصادقة.